تحولت تظاهرة سياسية ضد الحكومة وسياساتها في ليما عاصمة جمهورية بيرو أمس السبت إلى صدامات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات.
وتأتي هذه التظاهرة في إطار الاضطرابات الاجتماعية المتنامية التي تشهدها بيرو، للتنديد بالفساد وتعديل نظام التقاعد الذي أقره البرلمان مؤخرا.
واندلعت الصدامات بين المشاركين في التظاهرة -التي دعت إليها حركة "جيل زد" الشبابية- والشرطة عندما حاول المتظاهرون الاقتراب من مقري الحكومة والكونغرس في وسط العاصمة ليما.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة واستخدام العصي، وقد انتشرت صور مصابين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت إذاعة إكسيتوزا بإصابة مصورها وأحد صحفييها الذين كانوا في الميدان لتغطية الحدث ونقل وقائعه، كما أعلنت الشرطة عبر صفحتها على منصة "إكس" عن إصابة 3 أفراد من عناصرها بسبب الاشتباكات مع المتظاهرين الغاضبين من الحكومة، ويتهمونها بالفساد وسوء التسيير.
وقالت سيلين أماسيفوين (19 عاما) إن الكونغرس لا يتمتع بأي مصداقية، ولا يحظى حتى بتأييد الشعب وإنه يضع هذا البلد في حالة كارثية.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع تراجع حاد في شعبية الرئيسة دينا بولوارتي التي تولّت المنصب بعد عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيلو في ديسمبر/كانون الأول 2022.
يشار إلى أن الرئيسة بولوارتي أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ دولة بيرو الحديث، وستنتهي ولايتها في 28 يوليو/تموز 2026.
وفي عهدها كثر الفساد، وتوترت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بسبب تنامي ابتزاز العصابات وعمليات القتل التي ترعاها الجريمة المنظمة.
وكما هو الحال مع الحكومة، يُنظر إلى الكونغرس -الذي يهيمن عليه المحافظون- بشكل سيئ للغاية، إذ يعتبر مؤسسة فاسدة، بحسب استطلاعات للرأي المحلي.
وهذا الأسبوع، أقر البرلمان قانونا يلزم الشباب الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما بالانضمام إلى صندوق تقاعد خاص، رغم ظروف العمل السيئة التي يواجهها أكثر مواطني هذا البلد، الذي يصنف ثاني أكبر منتج للكوكايين في العالم، بحسب الأمم المتحدة .