قالت صحيفة نيويورك تايمز إن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الهجوم العسكري على مدينة غزة سيوجّه ضربة قاصمة لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، لكن الحركة تواصل إعداد الكمائن وشن الهجمات.
وقال آدم راسغون -في تقرير للصحيفة من تل أبيب- إن الهجوم أجبر الجناح العسكري لحماس على تغيير سياسته، ليتحول من جيش منظم إلى مجموعات مقاتلة متفرقة، تركّز على التحصن والنجاة من الحرب، لكنها في الوقت نفسه تعد كمائن للجنود الإسرائيليين.
وقال وسام عفيفة، المدير التنفيذي السابق لقناة الأقصى التابعة لحماس، "لم تعد هناك معاقل ثابتة لحماس على الأرض، بالمعنى العسكري التقليدي، وما تبقى اليوم هو خلايا مقاومة متحركة تقاتل بأسلوب حرب العصابات ".
ومع ذلك، لا تزال حماس -كما ترى الصحيفة الأميركية- قوة فلسطينية مؤثرة بغزة، في الوقت الذي بدأت فيه القوات الإسرائيلية غزوا بريا شاملا لمدينة غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين، غير القادرين أو غير الراغبين في الفرار إلى مناطق مكتظة ذات موارد شحيحة.
واعتمدت حماس إستراتيجية شن الهجمات الخاطفة، بدلا من الاشتباك المباشر مع القوات الإسرائيلية، ودأبت على زرع المتفجرات بالطرق وفي المباني السكنية واستهداف المركبات العسكرية الإسرائيلية، حسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وفي الأشهر الأخيرة، نشرت حماس مقاطع فيديو لمقاتلين يقتربون من الدبابات وناقلات الجند المدرعة والجنود قبل إطلاق النار عليهم ثم الفرار، وبالفعل قتل نحو 70 جنديا إسرائيليا في معارك بغزة منذ يناير/كانون الثاني، حسب الجيش.
وفي الأسبوع الماضي، صرح المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام ج. بيرنز بأن حماس لم تعد تملك القدرة على شن هجوم مثل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، كما أنها لا تملك القدرة على إطلاق وابل من الصواريخ على نطاق واسع على إسرائيل، أو صد تقدم الجنود الإسرائيليين، حسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين.
ومع أن العدد الدقيق للمسلحين المتبقين في غزة غير معروف، فقد صرح شالوم بن حنان، المسؤول السابق الكبير في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ( الشاباك )، بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدر أن هناك حوالي 15 ألف مسلح متبقٍ في القطاع.
من السذاجة الاعتقاد بأن إسرائيل قادرة على القضاء على حماس في وقت قصير، لأن الأمور ببساطة، لا تسير على هذا النحو
بواسطة مايكل ميلشتاين
وقبيل الهجوم الإسرائيلي الشامل على مدينة غزة، ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ، إلى أن هزيمة حماس في متناول اليد، وهو ادعاء كرره مرارا طوال الحرب، لكن محللين عسكريين يستبعدون أن توجه العملية الإسرائيلية الجديدة ضربة قاضية للحركة.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق المتخصص في الشؤون الفلسطينية، إنه "من السذاجة الاعتقاد بأن إسرائيل قادرة على القضاء على حماس في وقت قصير، لأن الأمور ببساطة، لا تسير على هذا النحو".
ومع تقدم القوات الإسرائيلية في مدينة غزة، أعلن الجناح العسكري لحركة حماس أنه جهز "جيشا من المقاتلين الاستشهاديين وآلاف الكمائن"، لكن بعض المحللين الفلسطينيين يعتقدون أن حماس وإسرائيل بالغتا في تقدير قوة الحركة لخدمة مصالحهما الخاصة.
وقال محمد الأسطل، المحلل المقيم في جنوب غزة، إن حماس تستعرض قوتها للضغط على إسرائيل لقبول صفقة لإنهاء الحرب، وأضاف أن "ما تمارسه إسرائيل على الأرض يتجاوز مجرد القضاء على حماس، هناك انطباع عام لدى الفلسطينيين بأن إسرائيل تريد القضاء على غزة وشعبها".