آخر الأخبار

كيف تعمل طواقم الإسعاف والإنقاذ مع احتلال مدينة غزة؟

شارك

غزة- على مدار 18 ساعة متواصلة من البحث عن مفقودين تحت أنقاض منزل دمرته طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيه ب حي الدرج وسط مدينة غزة ، واصل رجال الإنقاذ محاولاتهم لإخراج سيدة لا تزال على قيد الحياة، باستخدام وسائل بدائية لا تتناسب مع حجم الجريمة المروعة التي حولت في ثوان معدودة عدة بيوت إلى ركام.

بعد وقت طويل من العمل الشاق والخطورة التي تهدد الطواقم الميدانية نظرا لاستمرار القصف الجوي العنيف، وصلت إشارة حياة لسيدة لا تزال عالقة مما استدعى أن تهرع سيارة الدفاع المدني تجاه المستشفى لجلب طبيب لتوصيل محلول ملحي لها في محاولة لإنقاذ حياتها إلى حين التمكن من إخراجها.

تلك التفاصيل المؤلمة واحدة من أحداث تعيشها طواقم الإسعاف والدفاع المدني في مدينة غزة على مدار الساعة مع استمرار زحف جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه أحيائها المكتظة بالسكان بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف لا يهدأ.

مصدر الصورة طواقم الإسعاف والطوارئ تواصل انتشال المصابين في مدينة غزة رغم مخاطر الاستهداف (الجزيرة)

انعدام مقومات العمل

وترفض طواقم الإسعاف والدفاع المدني مغادرة مدينة غزة رغم تواصل التهديدات الإسرائيلية، وذلك في سبيل استكمال مهمتهم الإنسانية وإنقاذ حياة المصابين.

وتكشف تفاصيل ميدانية حصلت عليها الجزيرة نت عن تمكن فرق الطوارئ من إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، بعد مكوثها أكثر من 8 ساعات تحت أنقاض منزلها بمحيط ساحة الشوا في المدينة.

وفي حادثة أخرى تعكس انعدام مقومات العمل لدى هذه الطواقم بسبب رفض الاحتلال إدخال أي من معدات الإنقاذ، قضت الفرق العاملة أكثر من 72 ساعة في محاولة للوصول إلى أكثر من 25 عالقا تحت ركام منزل مكون من 4 طوابق يعود لعائلة الحصري في مخيم الشاطئ بعدما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية سكانه وهم نيام.

بجهود بدائية سارعت فرق الدفاع المدني بالحفر للوصول إلى أحياء تحت الركام، لاسيما أن شابا تمكن من إرسال نداء استغاثة عبر هاتفه المحمول، غير أنه فارق الحياة بعدما تمكنوا من الوصول إليه.

مصدر الصورة طواقم الإسعاف والطوارئ ترفض مغادرة مدينة غزة رغم التهديدات الإسرائيلية (الجزيرة)

استهداف متعمد

ويروي محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة للجزيرة نت كيف يستهدف الاحتلال المباني السكنية على رؤوس من فيها، حيث تتحرك طواقم الإنقاذ على الفور رغم المخاطر الميدانية بسبب عدوان الاحتلال المتواصل على المدينة، لكنْ أحيانا لا يستطيعون التحرك عندما يفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته بالنار على المنطقة، إلا بتنسيق مسبق وهو ما يتطلب ساعات وربما أياما.

إعلان

ويوضح أن الاحتلال يرفض غالبا طلب السماح بتسهيل مهامهم وبالتالي انعدام فرصة إنقاذ من لا يزالون على قيد الحياة.

وتعمل الطواقم الميدانية بجهود ذاتية وبدائية بعد تدمير الاحتلال 90% من مقوماتها، بعدما أصبح الحصول على المعدات شبه مستحيل كما يقول بصل، كما أن شح الوقود يعد من أبرز المعيقات التي تحول دون قدرة سيارات الدفاع المدني على التحرك، لأن الكميات التي تقدمها المؤسسات الدولية لا تلبي 20% من الاحتياج الفعلي للعمل على مدار الساعة.

ويشير بصل إلى أن الدفاع المدني اضطر في بعض أيام الحرب إلى إيقاف الخدمة لساعات بسبب عدم توفر الوقود، وهو ما يعني أن هناك نداءات استغاثة بقيت عالقة تحت الركام.

ويشدد على أن غياب المعدات الثقيلة من جرافات وحفارات زاد من صعوبة مهام الإنقاذ، وحال دون الاستجابة لصرخات الأحياء، لأن العمل اليدوي يحتاج ساعات طويلة للوصول إليهم وبالتالي تضاؤل فرص بقائهم على قيد الحياة. ويصر على استكمال الطواقم عملها داخل مدينة غزة، ولا يمكن لها أن تترك الميدان ما دام هناك مواطنون يتمسكون بالبقاء في منازلهم.

مصدر الصورة طواقم الإسعاف والطوارئ تعمل على مدار الساعة رغم انعدام الإمكانيات (الجزيرة)

تهديد المسعفين

لم يكن الأمر أفضل حالا لدى طواقم الإسعاف والطوارئ التي تلاحقها قوات الاحتلال من مكان لآخر داخل مدينة غزة، وتتعمد الطائرات المسيرة ( كواد كابتر ) إلقاء القنابل الحارقة تجاه نقاط انطلاقها الميدانية بهدف إخراجها عن الخدمة، وهو ما جرى داخل عيادة الشيخ رضوان مؤخرا.

وبحسب فارس عفانة مدير الإسعاف بالخدمات الطبية، فإن قوات الاحتلال تعيد في المدينة الأساليب ذاتها التي استخدمتها ضد طواقم الإسعاف في شمال قطاع غزة خلال عملية خطة الجنرالات التي شنتها في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث تعمدت تدمير معظم سيارات الإسعاف وإيقاف الخدمة قسرا.

ولفت عفانة، في حديث للجزيرة نت، إلى أن هذه الطواقم ستواصل عملها رغم الخطورة التي تحيط بها، لأنه لا يمكن التخلي عن تقديم الخدمة الإنسانية لمن هم بأمس الحاجة إليها مع تصاعد العدوان على مدينة غزة.

ويؤكد أن حماية الطواقم الطبية وفرق الإسعاف تكفلها كل المواثيق والتشريعات الدولية ومع ذلك "لا يأبه الاحتلال لها كثيرا، ويواصل جرائمه بحق العاملين في المهام الإنسانية".

يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خلال حربها المتواصلة على القطاع 197 سيارة إسعاف وأخرجتها عن الخدمة، ودمرت 61 مركبة إنقاذ وإطفاء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا