آخر الأخبار

ما أدوات “عصا موسى” أمام “عربات جدعون2″؟

شارك

غزة- أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس سلسلة عمليات "عصا موسى" ردا على عملية "عربات جدعون 2" الإسرائيلية التي تستهدف احتلال مدينة غزة وتهجير سكانها.

ورغم أن اسم العملية الإسرائيلية يحمل دلالة دينية توراتية تظهر طموح حكومة الاحتلال في فرض السيطرة على قطاع غزة ، فإن المقاومة الفلسطينية تصر على إفشال الأهداف الإسرائيلية من خلال جاهزيتها للمواجهة، واعتماد تكتيكات ميدانية جديدة تهدف إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال.

ضربات نوعية

وتشير العمليات الميدانية الأخيرة ل كتائب القسام إلى محاولة تحقيق أهداف إستراتيجية كفيلة بتوجيه ضربة قاسية ل لجيش الإسرائيلي وإفشال "الإنجازات" التي تسوقها الحكومة الإسرائيلية، عبر تنفيذ هجمات نوعية تفضي إلى أسر جنود جدد.

ويأتي ذلك على خلاف ما يردده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- والذي يعتبر بأن الضغط العسكري يفضي لإطلاق سراح أسراه من غزة.

وبدا هذا التوجه واضحا من خلال عملية الفخاري شرقي خان يونس ، عندما دفعت كتائب القسام في 20 من أغسطس/آب الماضي فصيلا كاملا لاقتحام معسكر مستحدث للجيش الإسرائيلي.

وما تبعها يوم السبت الماضي في حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة، عندما اندلعت مواجهة مباشرة بين المقاومين وجيش الاحتلال، ودار الحديث حينها عن فقدان آثار 4 جنود إسرائيليين، مما استدعى تدخل الطائرات الحربية وفرق الإنقاذ الجوي.

وعززت تغريدة أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، -التي نشرها السبت الماضي- هذا التوجه، عندما قال إن "خطط العدو الإجرامية لاحتلال غزة ستكون وبالا على قيادته السياسية والعسكرية، وسيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد".

ويقول قائد ميداني في فصائل المقاومة للجزيرة نت إن "المقاتلين على الأرض استفادوا من جميع المواجهات السابقة في المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال، وباتوا يعرفون جيدا كيف يشكلون خطرا عليهم من خلال الكمائن المحكمة".

إعلان

وبحسب القيادي الميداني فإن القوة النارية التي يستخدمها الاحتلال أثناء توغله داخل المناطق السكنية، لن تُبقي جنوده في مأمن، وقد استطاعت المقاومة تسخير خططها بما يتلاءم مع تحركات العدو على الأرض، وبما يضمن إيقاعه في كمائن مركزة.

مصدر الصورة جيش الاحتلال أطلق النسخة الثانية من "عربات جدعون" بأهداف العملية الأولى نفسها (مواقع التواصل)

معركة طويلة

يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وسام عفيفة، إن حملة الجيش الإسرائيلي العسكرية "عربات جدعون 2" تستند إلى رمز توراتي يعكس طموحا في فرض سيطرة كاملة بالقوة، وردّت عليها المقاومة الفلسطينية بعمليات وكمائن "عصا موسى" في دلالة مباشرة على المعجزة التي أبطلت سحر فرعون وقلبت المعادلة.

وأوضح عفيفة في حديث للجزيرة نت، أن هذه الرمزية الدينية ليست مجرد أسماء، بل تعكس حرب روايات ومعنويات موازية للمعركة الميدانية، حيث يسعى الاحتلال إلى إضفاء مشروعية تاريخية وعقائدية على حربه، فيما توظف المقاومة رموزا قرآنية تحمل رسائل معنوية لجمهورها وتحديا لخصمها.

ولفت إلى أن إعلان الجانب الإسرائيلي المصادقة على خطة للسيطرة على مدينة غزة، هو محاولة للتدليل على قدرته المضاعفة على الحسم.

وفي ميزان الواقع العسكري، أكد عفيفة أن "عصا موسى" قد تواجه "عربات جدعون 2" عبر تكتيكات حرب العصابات التي خبرتها المقاومة والمتمثلة في الكمائن المتقدمة، والأنفاق، والعبوات، وضرب الخطوط الخلفية للإمداد، وهي أساليب ثبت أنها أضعفت القوة المتفوقة تقنيا، وأجبرت الاحتلال مرارا على التراجع أو تعديل خططه.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أن العملية لن تكون مواجهة أسماء، بقدر ما هي مواجهة بين إرادات وإستراتيجيات، لأنه في الوقت الذي يسعى فيه الجيش الإسرائيلي إلى فرض سيطرة ميدانية شاملة، إلا أنه في المقابل لا تزال المقاومة تملك زمام المبادرة على أرض تعرفها، وتعدّها حاضنة لمعركة طويلة النفس.

دلالات توراتية

ويعود إطلاق اسم " عربات جدعون " على العملية العسكرية في غزة إلى مايو/أيار الماضي، حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يهدف لتوسيع الحرب ونقل معظم السكان إلى رفح جنوب قطاع غزة، ومن ثم إدخال قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من غزة بشكل تدريجي، والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع بهدف القضاء على حركة حماس، والعمل على هدم أنفاقها كاملة.

ويرتبط اسم "عربات جدعون" بالتراث الديني اليهودي، حيث تشير الرواية التوراتية إلى أن "جدعون" كان قائدا عسكريا للإسرائيليين تمكن بجيش صغير من إلحاق الهزيمة بجيوش مدين الكبيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء "عربات جدعون" الشهر الماضي، لكنه لم يحقق أيا من أهدافها، وهو ما كشفته وثيقة داخلية للجيش نقلتها القناة 12 العبرية، أكدت فيها أن "العملية ركزت على تدمير المباني، في حين ارتكب الجيش كل خطأ ممكن في إدارة المعركة خلافا لعقيدته القتالية"، وأن العملية أسهمت في فقدان إسرائيل للشرعية الدولية في الحرب على غزة.

ورغم هذا الفشل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النسخة الثانية منها وبالأهداف ذاتها، مما دفع اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك للتأكيد على أن "خطة احتلال غزة بعيدة المنال، وستؤدي لفوضى عارمة بإسرائيل" وذلك حسبما نقلت صحيفة معاريف العبرية.

إعلان

وأكد بريك أن وضع القوات البرية يفسر سبب عدم التمكن من هزيمة حماس، كما أن عدم وجود قوات إضافية قلل القدرة على البقاء في المناطق التي احتلها الجيش، الذي لم ينشئ قوات محترفة للتعامل مع مئات الكيلومترات من الأنفاق في غزة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا