دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- قرّرت نقابة الأطباء في مصر إحالة أحد الجراحين للتحقيق، الأحد المقبل، على خلفية إجرائه عملية تكميم معدة لطفلة عمرها تسع سنوات، بعد تلقي النقابة شكاوى من أطباء وإعلاميين، عقب نشر الطبيب مقطع فيديو لها قبل دخول غرفة العمليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت في حالة خوف، ما أثار تفاعلًا واسعًا وتساؤلات حول مدى ملاءمة إجراء مثل هذه الجراحات للأطفال.
وأكدت النقابة أن لجانها العلمية المتخصصة في جراحات السمنة تستند إلى معايير علمية أقرت في مؤتمر عام 2024 بمشاركة أساتذة في جراحة وطب الأطفال والتغذية العلاجية، والتي أوصت بعدم إجراء مثل هذه العمليات للفتيات قبل سن الثالثة عشرة وللذكور قبل الخامسة عشرة، إلا في حالات استثنائية ووفق ضوابط محددة، بحسب بيان رسمي.
وقال نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي، إن التحقيق سيركز على مدى التزام الطبيب بالمعايير العلمية الصادرة عام 2024، والتي أوصت بعدم إجراء جراحات السمنة للأطفال قبل بلوغ الثالثة عشرة للبنات والخامسة عشرة للبنين، باستثناء الحالات الاستثنائية التي تستدعي التدخل الجراحي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن التحقيق لن يقتصر على الجوانب العلمية فقط، بل سيمتد أيضًا إلى أسلوب الإعلان عن العملية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصوير المريضة، وما إذا كان ذلك يتفق مع آداب المهنة.
وأكد أن العقوبات المحتملة في حال الإدانة تكون تأديبية فقط، مثل أي نقابة مهنية، حيث تبدأ بلفت النظر أو الإنذار أو اللوم، وقد تصل إلى الغرامة أو وقف مزاولة المهنة لمدة تتراوح بين شهر إلى عام كامل، أو الشطب النهائي من سجلات النقابة، وذلك تبعًا لحجم الخطأ أو التجاوز.
وشدد عبد الحي على أن القواعد العلمية المتفق عليها عالميًا ملزمة لكل طبيب، في حين لا يزال القانون المصري في انتظار صدور قانون المسؤولية الطبية، الذي سيحدد بدقة الصلاحيات الإكلينيكية المقررة لكل طبيب.
ورد الطبيب الذي أجرى عملية تكميم معدة للطفلة روان، الدكتور هشام عبد الله، في مقطع مصور بثه عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، موضحًا أنه يتعرض لهجوم واسع بعد العملية، وأكد أن الطفلة كانت تعاني من سمنة مفرطة منذ سنوات الطفولة المبكرة، ما تسبب في تقوس بالساقين وخشونة في الركبة، وجعلها مهددة بالخضوع لجراحة عظام لتفادي تآكل مبكر في المفصل.
وأضاف أن والدة الطفلة لجأت إلى العديد من الأطباء في تخصصات الغدد الصماء وغيرها، غير أن جميع الفحوصات جاءت طبيعية، بينما لم تحقق برامج الحمية الغذائية أي نتائج.
وأشار إلى أن طبيب العظام أوصى بضرورة إنقاص الوزن قبل إجراء جراحة تعديل الساقين، وهو ما جعل جراحة التكميم الحل الطبي الوحيد المطروح أمام حالتها.
وأكد عبد الله أن العملية أجريت بعد الحصول على موافقة خطية من والد الطفلة، لافتًا أن الفيديو الذي صُور عقب الجراحة لم يكن بغرض الدعاية أو التربح كما تم الترويج، وإنما جاء بناءً على طلب الطفلة نفسها للظهور مع الفريق الطبي، وبموافقة والدتها التي كانت حاضرة طوال الوقت.