آخر الأخبار

دونالد ترامب و ليزا كوك: الرئيس الأمريكي يقيل حاكمة الاحتياطي الفيدرالي

شارك
مصدر الصورة

أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، محافظة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك "بأثر فوري" للاشتباه باحتيالها في قضية رهن عقاري، في خطوة من شأنها زيادة الضغوط التي يمارسها ترامب على المؤسسة النقدية المستقلة في الولايات المتحدة.

ونشر ترامب رسالة موجهة إلى كوك أبلغها فيها بقراره إقالتها من مجلس محافظي البنك بأثر فوري.

وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أن هناك "أسباباً كافية" للاعتقاد بأن كوك أدلت بتصريحات كاذبة بشأن اتفاقيات الرهن العقاري، مستشهداً بسلطات دستورية قال إنها سمحت له بإقالتها.

ورداً على ذلك، أكدت كوك أن ترامب لا يملك سلطة إقالتها، وأنها لن تستقيل.

وقالت كوك في بيان: "زعم الرئيس ترامب أنه طردني "لسبب وجيه" رغم أنه لا يوجد سبب قانوني، وليست لديه سلطة للقيام بذلك".

وأضافت: "لن أستقيل. سأواصل القيام بواجباتي لدعم الاقتصاد الأمريكي كما أفعل منذ عام 2022".

ولم يُعلّق الاحتياطي الفيدرالي بعد على إعلان الرئيس، الذي أصدره في وقت متأخر من يوم الاثنين عبر منصته للتواصل الاجتماعي.

ما هو "السبب الوجيه"؟

مصدر الصورة

في الولايات المتّحدة يتمتّع الرئيس بصلاحيات محدودة لإقالة مسؤولي البنك المركزي، وقد قضت المحكمة العليا أخيرا بأنّه لا يمكن عزل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلا "لسبب وجيه"، وهو ما يمكن تفسيره بأنه يعني ارتكابهم مخالفة.

والوثيقة التي استند إليها ترامب، الرئيس الجمهوري، في تبرير خطوته هذه هي إحالة جنائية صادرة عن مدير الوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان - وهو حليف قويّ لترامب - وموجّهة إلى وزيرة العدل بام بوندي.

ووفقاً لرسالة ترامب، فقد وقعت كوك على وثيقة تفيد بأن عقاراً في ميشيغان سيكون مقر إقامتها الرئيسي العام المقبل.

وقال: "بعد أسبوعين، قمتِ بالتوقيع على وثيقة أخرى لعقار في جورجيا، تنص على أنه سيكون مقر إقامتك الأساسي للعام المقبل".

وعلق ترامب: "من غير المعقول أن كوك لم تكن على علم بكلا الالتزامين".

وكان الرئيس الأمريكي قد دعاها إلى تقديم استقالتها الأسبوع الماضي على خلفية مزاعم الاحتيال في الرهن العقاري، والتي وُجّهت لأول مرة في رسالة عامة من بيل بولت، مسؤول تنظيم تمويل الإسكان، وهو حليف لترامب، إلى المدعية العامة بام بوندي.

ووصف مسؤول تنظيم تمويل الإسكان الرسالة بأنها "إحالة جنائية" وحثّ وزارة العدل على التحقيق. ولم يتضح بعد ما إذا كان قد فُتح تحقيق.

وصرحت كوك لبي بي سي في بيان لها الأسبوع الماضي، بأنها علمت بشأن هذه المزاعم من وسائل الإعلام، وأن المسألة نبعت من طلب قرض عقاري تقدمت به قبل أربع سنوات قبل انضمامها إلى البنك المركزي.

وقالت كوك "ليس لدي أي نية لأن أستجيب لتخويفي وأتنحى عن منصبي بسبب بعض الأسئلة التي أثيرت في تغريدة".

وقالت إنها "تجمع المعلومات الدقيقة للإجابة على أي أسئلة مشروعة وتقديم الحقائق".

بين البيت الأبيض والبنك المركزي

مصدر الصورة

يشير الخبراء إلى أن مقاومة كوك أو الاحتياطي الفيدرالي لقرار ترامب بإقالتها، ربما يُشعل مواجهة بين البنك المركزي والبيت الأبيض.

جدير بالذكر أن الاحتياطي الفيدرالي نال استقلاله عن الحكومة الأمريكية عام 1951.

ومارس ترامب ضغوطاً متزايدة على بنك الاحتياطي الفيدرالي - وخاصة رئيسه جيروم باول - في الأسابيع الأخيرة بسبب ما يعتبره عدم رغبة البنك المركزي الأمريكي في خفض سريع وكبير لأسعار الفائدة على الاقتراض.

وأعرب الرئيس الأمريكي عن عداء متزايد تجاه باول، واصفاً إياه بـ"الغبي" و"الأحمق العنيد"، وطرح مراراً وتكراراً إمكان إقالة باول.

ورغم ذلك، ففي الأسبوع الماضي، عزز باول التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.

وفي حديثه إلى محافظي البنوك المركزية المجتمعين في جاكسون هول، بمدينة وايومنغ في ولاية آيوا، جادل أيضاً بأن التأثير التضخمي لرسوم ترامب الجمركية قد يكون مؤقتاً.

وتراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية الرئيسية في التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث راهن المستثمرون على أن خليفة كوك، سيدفع على الأرجح نحو المزيد من تخفيض سعر الفائدة.

وقالت جوليا لي، رئيسة قسم تغطية العملاء في فوتسي راسل، لبي بي سي: "السؤال المحوري للأسواق هو: إذا نجح ترامب في استبدال كوك، فهل سيتمكن من إعادة تشكيل هيكل الاحتياطي الفيدرالي؟ وكيف سيؤثر ذلك على نظرة السوق لإمكان الاستثمار في الولايات المتحدة؟".

وأعرب شوكي أوموري، كبير الاستراتيجيين في بنك ميزوهو الياباني، عن مخاوفه بشأن الضغوط التي مارسها ترامب على باول في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف: "يبدو أن باول يقاوم حتى الآن، لكن من سيأتي بعده قد يستمع فقط إلى ما يريده البيت الأبيض. لا يبدو الأمر جيداً".

وتعد كوك هي أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تُعين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو المنصب الذي شغلته منذ عام 2022.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة اليمن حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا