( CNN ) – أشعل مقطع فيديو متداول لعملية إعدام ميداني داخل مستشفى السويداء الوطني، جنوبي سوريا، نفذته قوات حكومية موجة غضب واسعة، ما دفع وزارة الداخلية السورية للتعهد بفتح تحقيق بملابسات الأمر ومحاسبة مرتكبيه الأحد.
وانتشر مقطع فيديو على نطاق واسع صورته كاميرات المراقبة في المستشفى الوطني، خلال اندلاع الاشتباكات في منتصف تموز/يوليو الماضي، قيام عناصر ترتدي زي الأمن العام والجيش السوري بجمع عدد من أعضاء الكادر الطبي الذين كانوا في المستشفى الوطني وجعلهم يجثون على ركبهم.
وأثناء جمع الطاقم يظهر أحد الشبان وهو يهم بالجلوس قبل أن يناديه أحد العناصر ويقوم بسحبه ثم يقوم آخر بتوجيه لكمة إلى وجهه، فيقوم الشاب بالاعتداء على أحد العناصر محاولا طرحه أرضا قبل أن يتمكن بقية العناصر من إبعاده ثم يقوم أحدهم بإطلاق النار عليه بشكل مباشر ليرديه قتيلا، قبل أن يقوم آخر بسحبه جثة هامدة أمام البقية.
ورغم أن الشاب كان يرتدي زي الكادر الطبي، إلا أن بعض وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى أنه طالب في كلية الهندسة تطوع للمساعدة في المستشفى في ظل الاشتباكات التي كانت حاصلة.
ولم يتسن لـ CNN التأكد من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل.
من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا قالت فيه: :" تتابع وزارة الداخلية الفيديو المؤلم المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أُشير إلى أنه صُوّر داخل المشفى الوطني في السويداء في وقت سابق".
وأضافت الوزارة بالقول: "وفي هذا السياق، نُدين ونستنكر هذا الفعل بأشد العبارات، ونؤكد أنه سيتم محاسبة الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم".
وختمت الداخلية بيانها بالقول: "وبتوجيه من السيد وزير الداخلية، تم تكليف اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان الوصول إلى الجناة وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن".
ودخلت القوات الحكومية إلى السويداء كقوات "فض اشتباك" بين مسلحين دروز وآخرين من عشائر البدو في المحافظة قبل أن تصبح طرفا في الصراع وتشتبك مع الفصائل الدرزية المحلية بعد دخولها إلى المدينة، ثم تنسحب إلى أطراف المحافظة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت العاصمة، دمشق.
ورافق دخول القوى الأمنية إلى السويداء وقوع انتهاكات عدة كان أشهرها إعدام مواطن يحمل الجنسية الأمريكية مع عدد من أفراد عائلته في ساحة عامة.
ولا تزال القوى الأمنية متمركزة في العديد من القرى التابعة لمحافظة السويداء في الريفين الغربي والشمالي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق نار تم التوصل إليه بعد هجوم عدد من العشائر السورية على محافظة السويداء واشتباكها مع الفصائل المحلية بعد وقوع انتهاكات بحق بدو السويداء من قبل أفراد من الفصائل المحلية.