آخر الأخبار

"استفزاز فج وخارج السياق".. تصريحات الحيّة عن مصر تثير الغضب

شارك
خليل الحية

أثارت تصريحات رئيس حركة حماس في غزة خليل الحيّة، بشأن الدور المصري من الحرب على القطاع، انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية، في الوقت التي وصفت بأنها تأتي ضمن "المزايدات" الأخيرة التي تستهدف القاهرة.

وخلال كلمته أمس، دعا زعيم حماس إلى "الزحف نحو فلسطين برا وبحرا وحصار السفارات"، في حين خاطب المصريين قائلًا: "يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟".

واعتبر دبلوماسيون ومحللون مصريون، أن هذه التصريحات تمثل "استفزازًا مرفوضًا" و"مزايدة سياسية فجّة"، خاصة في ظل الدور المصري المحوري في الوساطة لوقف إطلاق النار، ومحاولاتها المستمرة للدفع بإدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين في القطاع.

في حين اعتبر مراقبون أن تصريحات الحية "تعكس حالة من التخبط داخل قيادة حماس"، وسط حالة من التململ الشعبي في غزة تجاه الحركة.

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتعثر مفاوضات الهدنة الرامية لوقف إطلاق النار.

خدمة "الرواية المضللة"

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن "ما صدر عن الحية يأتي في إطار حملة ممنهجة تنظمها جماعة الإخوان على مستوى العالم، بهدف الإساءة إلى الدور المصري، والتشويش على الجهود السياسية والإنسانية التي تبذلها القاهرة لوقف الحرب وتخفيف معاناة المدنيين".

وأوضح هريدي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "تصريحات الحية تمثل نموذجًا واضحًا لتلك المزايدات السياسية التي نتابعها يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي، والموجهة في جزء كبير منها ضد الدولة المصرية".

واعتبر الدبلوماسي المصري السابق أن "هذه التصريحات لا تُقدّم أي دعم حقيقي للقضية الفلسطينية، بل تساهم فعليًا في خدمة الرواية الإسرائيلية، كما أن سببا رئيسيا وراء استمرار هذه الحرب هو تعنت حماس، ورفضها للجهود السياسية المبذولة".

وأضاف هريدي "من الواضح أن هذه التصريحات تهدف إلى تغطية إخفاقات قيادة الحركة، وتعنتها في مراحل من المفاوضات الجارية"، مشددا على أن مثل هذه التصريحات تؤثر على مستوى "الثقة" مع مصر، لكن القاهرة لن تحيد عن مسؤولياتها، وستواصل القيام بدورها القومي والإنساني لإنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، من منطلق التزامها الثابت تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله، وليس تجاه فصيل بعينه، وفق قوله.

وأكد أن كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن الأوضاع في غزة جاءت لتوضيح ثوابت الموقف المصري للجميع ملخصًا إياه في 3 مطالب رئيسية تتمثل في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن، بجانب توجيه نداء لقادة العالم للتدخل لوقف الحرب.

وخلال كلمته، أكد الرئيس السيسي، أن مصر لا يمكن أن تقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، قائلًا إن "الدور المصري شريف ومخلص وأمين ولن يتغير وحريصون على إيجاد حلول لإنهاء الحرب".

وأضاف: "ليس هناك ما يعوق دخول المساعدات إلى قطاع غزة"، مؤكدا ضرورة أن يكون معبر رفح من الجانب الفلسطيني مفتوحا.

تصريحات لا تتسق مع الواقع

وقال الخبير المصري المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن تصريحات الحيّة عن مصر "لا تتسق مع الواقع، فمصر على كافة المستويات سواءً الرسمية أو الشعبية لا تنتظر توجيهات أو مطالب من قادة حماس في أي وقت من الأوقات".

وشدد على أن "مصر تقوم بكل ما عليها من بداية من الوساطة لوقف الحرب وإدخال المساعدات، والتصدي بقوة لمشروع التهجير رغم كل الضغوط التي مُورست عليها"، متابعا: "وبالتالي فالقاهرة لا تنتظر أي توجيهات أو دعوات سواء من حركة حماس أو من غير حماس".

وعلى هذا المنوال، وجه عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، حديثه لخليل الحية قائلًا: "كنت أتمنى أن تصدر حركة حماس بيانا ترفض فيه حصار السفارات المصرية التي تقوم بها جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي ، ولكن بدلا من ذلك تحملوننا المسؤولية عن حصار التجويع".

وأكد بكري أن مصر لم تقصر في دعم أهل غزة "سياسياً وإنسانياً"، ولم تتخل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أي وقت، متابعا: "أنت تعرف دور مصر وما تبذله من جهد، تكلل بإدخال المزيد من المساعدات مؤخرًا".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا