في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
استهدفت إسرائيل نقطة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، ما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل في رفح جنوب غزة، وفق ما أفاد مسعفون من القطاع الفلسطيني، اليوم الأحد.
فقد أطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاه الفلسطينيين قرب نقطة توزيع المساعدات في محور نتساريم وسط قطاع غزة صباح اليوم، وسمع دوي إطلاق نار، فهرع المتجمهرون هرباً من القصف، بحسب شهود عيان.
وقال أحدهم: "بدأ الناس يتجمعون عند الرابعة فجرا، لينتظروا دورهم في منطقة المواصي، للحصول على مساعدات غذائية وإنسانية من الشركة الأميركية، وفجأة، سمعنا دوي انفجارات وضربات نارية، ثم بدأ الناس يركضون في كل اتجاه. رأيت أشخاصا يسقطون غارقين في دمائهم، ولم نكن نعرف من أين تأتي النيران".
وأضاف آخر: "حاولنا الفرار، لكن الوضع كان فوضويا. كان هناك أطفال ونساء ومسنون يصرخون. بعض الجرحى نُقلوا على عربات تجرها الحمير إلى المستشفيات لأن سيارات الإسعاف تأخرت بسبب القصف المستمر".
كما أشار ثان إلى أن المشهد كان "مروعا"، حيث امتزجت صرخات الألم بأصوات الانفجارات، مما زاد من حالة الذعر بين المدنيين.
بدوره، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأن "10 فلسطينيين على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من 100 آخرين نتيجة إطلاق النار من قبل مركبات إسرائيلية باتجاه آلاف المواطنين" الذين كانوا يقتربون من موقع المساعدات الأميركية غرب رفح. وأوضح أن القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الهجوم، واصفا إياه بـ"المجزرة المتكررة" التي تستهدف "مدنيين جوعى"، واتهم الجيش الإسرائيلي بتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد للقتل الجماعي".
كما اعتبر في بيان أن "هذه النقاط التي تُدار بإشراف شركة أميركية-إسرائيلية وتحت حراسة الجيش الإسرائيلي، تُستخدم كأداة حرب لابتزاز الفلسطينيين وتجميعهم في مناطق مكشوفة لاستهدافهم".
ودعا البيان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه الجرائم، وفتح المعابر فورًا، وتأمين ممرات إنسانية آمنة بعيدًا عن سيطرة إسرائيل.
إلى ذلك، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقا رسميا فوريا على الحادث، لكن مصادر عسكرية إسرائيلية نقلت عنها وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يحقق في التقارير المتعلقة بالهجوم، مشيرة إلى أن العمليات في المنطقة تستهدف "عناصر إرهابية" دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر، مثل معبر رفح وكرم أبو سالم، مما يمنع تدفق المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية.
أما قطاع غزة، فيعيش منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدى القصف المستمر ونقص المساعدات إلى عمليات نزوح داخلية متكررة، مع تفاقم أزمة الجوع التي تهدد حياة مئات الآلاف، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.