أعلنت جماعة الحوثي اليوم الأربعاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار بينها والولايات المتحدة "لا يشمل استثناء إسرائيل من العمليات" مما يشير إلى أن هجمات السفن التي عطلت التجارة العالمية لن تتوقف تماما.
ونقلت وكالة رويترز عن كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام اليوم قوله "إن الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وأوضح "الذي حصل هو مع الجانب الأميركي بوساطة عمانية، والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية.. طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلا فموقفنا دفاعي وسيتوقف الرد".
يأتي هذا التصريح بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، أمس، أنه قرر وقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو ما اعبرته الجماعة "انتصارا".
وقال ترامب إن "الحوثيين قالوا إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة، و أقبل موقف الحوثيين وقفَهم هجماتهم، وقررنا وقف قصفنا فورا".
وأضاف أن واشنطن لم تتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، لكنهم "استسلموا"، و"قالوا لنا: رجاء، توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف من جانبنا عن استهداف السفن".
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول بوزارة الدفاع ( البنتاغون ) أن الجيش الأميركي تلقى تعليمات بوقف الضربات ضد الحوثيين بعد محادثات بقيادة ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب مع الحوثيين بوساطة عُمان الأسبوع الماضي.
كما أعلنت الخارجية العمانية، أن اتصالات سلطنة عمان مع واشنطن والجهات المعنية في صنعاء أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة أنه " حسب الاتفاق، لن يستهدف أي طرف الآخر بما فيها السفن الأميركية، مما يضمن حرية الملاحة".
أما المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فقالت، في مؤتمر صحفي، إن "الحوثيين استسلموا ولا يريدون الاستمرار في القتال، والرئيس ترامب وافق على وقف العمليات ضدهم".
وأضافت أنه إذا التزم الحوثيون بعدم استهداف السفن فستلتزم الولايات المتحدة بعدم استهدافهم، مبيّنة أن "الاتفاق مع الحوثيين يتعلق فقط بوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ".
وتعليقا على هذه التطورات، قال الأكاديمي والباحث في الشؤون العربية والدولية، حميد بن يحيى الشجني، إن تصريح المتحدث باسم الحوثيين يوضح تمسكهم بموقفهم الداعم لغزة، مؤكدا أن الدعم سيستمر ما دام العدوان الصهيوني والحصار مستمرين على الفلسطينيين في القطاع.
وأضاف الشجني في مقابلة مع الجزيرة نت أنه في حال التزم الحوثيون بتعهداتهم وواصلوا استهداف إسرائيل أو السفن المتجهة إليه، فإن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن ستتصاعد، تماما كما يحدث في غزة، حيث يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الأطفال والنساء وكبار السن، وحتى الجدران المتبقية التي لم تهدم منذ بدء العدوان قبل سبعة عشر شهرا.
وأوضح الشجني أن الهجوم الإسرائيلي في اليمن لا يتركز على منشآت عسكرية أو قيادات تابعة لجماعة الحوثي، بل يستهدف البنية التحتية المتهالكة والمدنيين العزل، مستشهدا بهجمات استهدفت ميناء الصليف في محافظة الحديدة، ومصنع الأسمنت في باجل، ومطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى منازل مكتظة بالسكان في مختلف المدن اليمنية.
وأشار الباحث إلى أن الولايات المتحدة ربما أدركت عدم حاجتها للمشاركة المباشرة في هذا العدوان، نظرا لافتقار اليمن لمنظومة دفاع جوي فعالة، وهو ما يسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق وتنفيذ ضربات دون أي تهديد، مما دفع أميركيا إلى توقيع اتفاق تهدئة منفرد مع الحوثيين، رغم أنها الجهة التي توفر كافة الإمكانات اللوجستية والمعلوماتية للكيان الصهيوني في اعتداءاته المتكررة، سواء في غزة، أو اليمن، أو سوريا، أو لبنان، أو غيرها من الدول العربية.
وفيما يخص طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والحوثيين، أوضح الشجني أن أميركا تعتبر الحوثيين شريكا أساسيا في محاربة ما تسميه تنظيم القاعدة ودتنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات، مشيرا إلى أن الطرفين يوظفان تلك التنظيمات كذريعة لتحقيق أهدافهما الخاصة.
وتشن الولايات المتحدة منذ 15 مارس/آذار الماضي ضربات جوية كثيفة على اليمن، إذ توعد ترامب الحوثيين بالقضاء عليهم، وحذر إيران من مواصلة دعمها لهم.
وينفذ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل والسفن المرتبطة بها، إسنادا ل غزة ، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقد وسعوا دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأميركية والبريطانية، بعدما شكّل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تحالفا لمواجهتهم وتنفيذ ضربات في اليمن.