آخر الأخبار

الإخوان على حافة الغياب.. ضربات قاصمة تُجهز على نفوذ التنظيم

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

جماعة الإخوان تتلقى ضربات تفقدها قدرتها على الانتشار

في وقت تتغير فيه ملامح الحراك السياسي والديني في العالم العربي، تبدو جماعة الإخوان، المحظورة في عدد من الدول، وكأنها تخوض معركتها الأخيرة في مواجهة واقع متحول يُفقدها أدوات التأثير والانتشار التي لطالما كانت رصيدها الاستراتيجي منذ تأسيسها قبل نحو قرن.

ولا يُقرأ التراجع الحاد في حضور الجماعة فقط في سياق الضربات الأمنية المتلاحقة، بل في إطار أوسع من الانحسار التنظيمي والانكشاف الفكري والتراجع الشعبي، بحسب خبراء ومراقبين يعتبرون أن "المشروع الإخواني" قد دخل مرحلة الأفول.

ضربات ثلاثية الأبعاد: فكرية وتنظيمية وأمنية

يقول سعود الشرفات، مدير مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة و الإرهاب، خلال حديثه الى غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" إن جماعة الإخوان اليوم تواجه "أزمة وجودية متعددة الجبهات".

ويشير الشرفات إلى أن ما تتعرض له الجماعة ليس مجرد تضييق أمني كما في السابق، بل "تفكيك منهجي لبنيتها الفكرية والتنظيمية".

ويضيف الشرفات أن الجماعة أصبحت عاجزة عن التكيف مع التحولات الجديدة في المنطقة، لا سيما في ظل تزايد التصنيفات الرسمية التي تعتبرها جماعة إرهابية، سواء من قبل دول عربية مثل السعودية و مصر والإمارات، أو من جانب دول أوروبية بدأت تراجع علاقتها معها تحت ضغط تصاعد الخطاب المعادي للتطرف.

"العامل الفكري"، كما يؤكد الشرفات "أصبح مصدر نزيف داخلي أكثر من كونه رصيدا للحشد"، لافتا إلى أن أفكار الجماعة لم تعد جاذبة للأجيال الجديدة التي تبحث عن خطاب ديني أكثر عقلانية وحداثة، بعيدا عن الثنائيات التقليدية التي روجت لها الجماعة لعقود.

ويعتقد الشرفات أن التنظيم ما زال يراوح في خطاب الضحية، بينما الواقع يظهر أن المجتمعات لم تعد ترى فيه حاملا لأي مشروع نهضوي.

تفكك داخلي وصراعات ما بعد الربيع العربي

ويربط ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، هذا التراجع "بالتشظي التنظيمي والانقسامات العميقة التي ضربت الجماعة منذ سقوط حكم الإخوان في مصر عام 2013".

ويؤكد فرغلي أن الجماعة فقدت بعدها "المركزي" وتحوّلت إلى كيانات متفرقة لا يجمعها سوى الاسم والشعارات.

ويتابع قائلا: "حتى في الدول التي كانت تشكّل حواضن تقليدية للجماعة، لم تعد تملك القدرة على التوغل في المجتمعات كما في السابق. شبكاتها تفككت، وتمويلها تقلص، وتماسكها العقائدي تهشّم تحت ضربات الواقع وتناقضات الخطاب".

ويشير إلى أن"التنظيم يفشل باستمرار في قراءة التحولات العميقة التي شهدتها المجتمعات العربية بعد 2011، ويتعامل مع واقعه الجديد بأدوات فكرية وتنظيمية من القرن الماضي".

ضربات أمنية موجعة وبيئة دولية غير مواتية

الخبير التونسي في شؤون مكافحة الإرهاب علية العلاني يلفت من جانبه إلى "البعد الأمني الحاسم" في تراجع الجماعة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في عدد من الدول "تبنّت استراتيجيات استباقية في تفكيك الخلايا وملاحقة القيادات والممولين، مما قلّص من قدرة الجماعة على إعادة التمركز أو التمدد".

وبيّن العلاني أنه: "منذ ما سمي بالربيع العربي، تغيّر المزاج الدولي تجاه جماعة الإخوان. لم تعد تُرى كبديل ديمقراطي أو تيار إصلاحي، بل كجسر يؤدي في كثير من الأحيان إلى مسارات أكثر راديكالية".

ووفقا للعلاني فإن كثيرا من الدراسات الاستخباراتية الأوروبية بدأت تتعامل مع الجماعة باعتبارها الحاضنة الأيديولوجية التي مهدت الطريق لتنظيمات أكثر تطرفا، وهو ما أسهم في تقليص غطاءها السياسي والإعلامي في الغرب.

ما بعد الإخوان: الفراغ الذي لم يُملأ بعد

في ظل هذا التآكل الواضح، تبرز تساؤلات حول مستقبل التيارات الإسلامية السياسية في العالم العربي، فهل يعني تراجع الإخوان نهاية هذا النموذج ككل، أم أن الفراغ الذي خلّفته الجماعة قد يُملأ مستقبلا بصيغ دينية أكثر براغماتية؟

حول هذا السؤال، يقول الشرفات: "من المبكر إعلان نهاية التيارات الدينية، لكن المؤكد أن نموذج الإخوان بصيغته التقليدية أصبح خارج التاريخ".

أما فرغلي فيرى أن "المستقبل سيكون للتيارات التي تستطيع المزج بين الدين والواقع بشكل عقلاني، دون أن تسقط في فخ الأيديولوجيا الشمولية".

وفي ظل بيئة إقليمية متقلبة، من المرجح أن تبقى جماعة الإخوان حاضرة في ذاكرة التحولات السياسية العربية، لكن كحالة لفشل مشروع حاول أن يجمع الدين بالسياسة في إطار شمولي، فانهار تحت وطأة التناقضات، قبل أن تسقطه ضربات الداخل والخارج معا.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا