أعلن الجيش الإسرائيلي استكمال تطويق مدينة رفح، وإحكام السيطرة على "محور موراغ" الذي يفصل بين رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة، في وقت قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الجيش سيوسع هجومه "في القسم الأكبر" من القطاع.
ويأتي ذلك، فيما دعا الجيش الإسرائيلي، جميع السكان المتواجدين في مناطق في خان يونس إلى إخلائها فوراً، قبل تنفيذ هجوم.
وجاء التحذير، بعدما قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 3 قذائف من قطاع غزة نحو أراضٍ إسرائيلية.
وتحدث كاتس عن إحكام الجيش الإسرائيلي سيطرته على محور موراغ ، وقال في بيان، إن الجيش "أنجز سيطرته على محور موراغ (...) بحيث باتت كل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا (على طول الحدود مع مصر) وموراغ جزءاً من المنطقة الأمنية الاسرائيلية".
وتعد هذه الطريق المحور الرابع الذي يقوم بإنشائه الجيش الإسرائيلي داخل القطاع بهدف فصل محافظات قطاع غزة الخمسة بعضها عن بعض، إذ أقام سابقاً محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومحور نتساريم الذي يفصل وسط وجنوب القطاع عن شماله، وأيضاً محور مفلاسيم الذي يفصل محافظة الشمال عن مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 36 تواصل عملياتها العسكرية التي تستهدف تدمير البنية التحتية التابعة لحماس فوق الأرض وتحتها، مضيفاً "خلال اليوم الأخير أنجزت القوات فتح محور موراغ الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين لواء رفح وخان يونس".
وأشار الجيش إلى استمرار السيطرة على المحور و"تنفيذ عمليات من شأنها تصفية مسلحين وتدمير بنى تحتية لهم في المنطقة".
وأعلن كاتس أن الجيش الاسرائيلي سيوسع هجومه "في القسم الأكبر" من قطاع غزة، وقال في بيان خاطب فيه الفلسطينيين "قريباً، ستتكثف عمليات (الجيش) وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة، وعليكم إخلاء مناطق القتال".
ورصد الجيش الإسرائيلي إطلاق 3 قذائف صاروخية أطلقت من غزة لم تسفر عن وقوع إصابات بحسب ما قال افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى اعتراضها من قبل سلاح الجو.
ورداً على ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في مناطق في خان يونس، قال إنها تأتي قبل تنفيذه هجوم.
وقال ادرعي عبر منصة إكس، تويتر سابقاً، "سنهاجم بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها" مضيفاً أن "المنظمات الارهابية وفي مقدمتها حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن نزوح ومعاناة المدنيين".
وقالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت مستوطنة نير اسحاق بعدد من الصواريخ.
وبعد شهرين من الهدنة الهشة، استأنفت إسرائيل في 18 مارس/آذار الماضي، ضرباتها وعملياتها البرية في القطاع مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن زيادة الضغط العسكري السبيل الوحيد لإرغام، حماس، على إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم أثناء هجومها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بوصول 21 قتيلاً و64 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة ماضية.
ومنذ 18 مارس/آذار، أحصت وزارة الصحة في غزة مقتل 1563 فلسطينياً وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، فيما ارتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب إلى نحو 51 ألف قتيل.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان إنه "بين 18 مارس/ آذار و9 أبريل/ نيسان 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريباً مباني سكنية وخياماً للنازحين"، مشيرة إلى أنها تتحقق "من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصراً".
وفي محاولة لإحياء وقف إطلاق النار من جديد، وصل إلى القاهرة وفد من حركة حماس، برئاسة خليل الحية رئيس الحركة في قطاع غزة، لبحث ملفات الهدنة في غزة والمصالحة الفلسطينية وترتيبات إدارة القطاع عقب انتهاء الحرب.
وصرح مصدر مصري قريب من دوائر التفاوض، أن الجانب المصري سيطلع وفد حماس على الرد الإسرائيلي الأخير بشأن مقترحات التهدئة، إضافة إلى نتائج المباحثات مع وفد حركة فتح في القاهرة الأسبوع الماضي، بشأن المصالحة الفلسطينية، ولجنة الإسناد المجتمعي التي من المقرر أن تدير القطاع عقب انتهاء الحرب على غزة.
وخلال الأسبوع الماضي، طرح الوسطاء، أفكاراً جديدة لإطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء، ومثلهم جثامين، على أن تفرج إسرائيل عن 180 إلى 220 من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية، إضافة إلى أكثر من ألفين من معتقلي غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتمديد الهدنة من 50 إلى 70 يوماً، على أن تبحث قضايا المرحلة الثانية في الأسبوع الثاني من بدء سريان الاتفاق، بحسب ما أفادت مصادر.
وأكدت حماس في بيان أن "المعادلة واضحة" تتمثل بـ " إطلاق الأسرى (الإسرائيليين) مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتانياهو يرفضها"، محذرة من أن "كل يوم تأخير (في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار) يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيرا مجهولاً لأسرى الاحتلال".
وتحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تقدم في محادثات إطلاق سراح الرهائن، قائلاً في اجتماع مع وزرائه الخميس، "إننا نقترب من إعادتهم".