نيتومبو ندايتواه، سياسية ناميبية، وُلدت عام 1952 ونشأت في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا التي كانت تسيطر على ناميبيا المعروفة حينئذ بـ"جنوب غرب أفريقيا "، ودفعها هذا الوضع إلى الانضمام في سن مبكرة لمنظمة "سوابو" والمشاركة في الكفاح من أجل استقلال البلاد.
عادت من المنفى عام 1989، وتولت مناصب حكومية بارزة، من بينها نائبة رئيس الوزراء ووزيرة العلاقات الدولية. وفي عام 2024، فازت بالانتخابات الرئاسية، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا.
وُلدت نيتومبو ناندي ندايتواه يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في قرية أوناموتاي شمال ناميبيا، وهي التاسعة من بين 13 طفلا، وكان والدها قسا في الكنيسة الأنجليكانية.
نشأت نيتومبو في فترة كانت فيها ناميبيا، المعروفة حينها بـ"جنوب غرب أفريقيا"، تحت حكم جنوب أفريقيا بنظام الفصل العنصري ( الأبارتايد ). وانضمت في سن المراهقة إلى منظمة شعب جنوب غرب أفريقيا "سوابو"، وقادت رابطة الشباب التابعة لها.
أثناء قيادتها رابطة الشباب التابعة لـ"سوابو"، شاركت في العديد من المظاهرات التي أدانت نظام الفصل العنصري ودعت إلى استقلال ناميبيا عن جنوب أفريقيا.
كما شاركت في الحملة ضد "الجلد العلني" الذي كان شائعا حينئذ، وألقي القبض عليها واحتجزت بسبب نشاطها السياسي وهي لا تزال في المدرسة الثانوية عام 1973. ثم ذهبت إلى المنفى في العام التالي إلى جانب أعضاء المنظمة الآخرين في زامبيا وتنزانيا.
تزوجت من إيبافراس دينغا، الذي كان قائدا في جيش تحرير شعب ناميبيا -الجناح العسكري لمنظمة سوابو- ولديهما 3 أبناء.
التحقت نيتومبو بمدرسة "القديسة مريم" في أوديبو، ثم انتقلت إلى الاتحاد السوفياتي عام 1975، وحصلت على دبلوم في عمل وممارسة الرابطة الشبابية الشيوعية من مدرسة "لينين كومسومول" العليا في موسكو .
استقرت لاحقا في المملكة المتحدة ، ودرست في كلية غلاسكو للتكنولوجيا، وحصلت على دبلوم في الإدارة العامة والتنمية عام 1987، ثم دبلوم العلاقات الدولية عام 1088، والماجستير في الدراسات الدبلوماسية عام 1989 من جامعة كيل.
أثناء وجودها في المنفى ظلت نيتومبو نشطة في "سوابو"، وأصبحت عام 1976 عضوا في اللجنة المركزية للمنظمة، وممثلة لها في وسط أفريقيا بين عامي 1978 و1980.
وبين عامي 1980 و1986، أصبحت ممثلة عن المنظمة في شرق أفريقيا ومقرها في العاصمة التنزانية دار السلام، وكذلك في منظمة الوحدة الأفريقية ، التي كانت نواة الاتحاد الأفريقي .
في عام 1989، ومع اقتراب ناميبيا من تحقيق الاستقلال، عادت نيتومبو إلى بلادها، ثم أصبحت عام 1990 عضوا في الجمعية الوطنية ( البرلمان ) بعد نيل البلاد استقلالها عن جنوب أفريقيا.
تولت مناصب عدة، بما في ذلك نائبة وزير الخارجية بين عامي 1990 و1996، ووزيرة شؤون المرأة ورعاية الأطفال بين عامي 2000 و2005، ووزيرة الإعلام والبث بين عامي 2005 و2010.
كما أصبحت وزيرة للبيئة والسياحة بين عامي 2010 و2012، ثم وزيرة للخارجية حتى عام 2015، ووزيرة للعلاقات الدولية والتعاون ونائبة رئيس الوزراء بين عامي 2015 و2024.
عُرفت نيتومبو بدفاعها عن حقوق المرأة، وشغلت منصب المديرة العامة لإدارة شؤون المرأة من عام 1996 إلى 2000 تحت رئاسة الرئيس الراحل سام نجوما . وتبنت في الجمعية الوطنية قانون "مكافحة العنف الأسري" الذي أصبح قانونا رسميا عام 2003.
كما دعمت حقوق النساء على الساحة الدولية، فشاركت في مؤتمري الأمم المتحدة الثالث والرابع للمرأة، اللذين أقيما في كينيا و الصين ، كما تحدثت في الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، التي تناولت قضايا المساواة بين الجنسين والتنمية والسلام.
إضافة إلى مناصبها الحكومية، شغلت نيتومبو أدوارا قيادية في حزب "سوابو"، منها نائبة رئيس الحزب بعد انتخابها عام 2017 وأعيد انتخابها للمنصب ذاته عام 2022، إضافة إلى عضويتها في اللجنة المركزية والمكتب السياسي.
بسبب عدم أهلية الرئيس حاجي جينجوب للترشح لفترة رئاسية جديدة، نظرا للحد الأقصى المسوح به وهو فترتان فقط، رشح حزب "سوابو" نيتومبو لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الحزب طعنوا في ترشيحها، فإن المكتب السياسي واللجنة المركزية لسوابو أكدا ترشيحها في مارس/آذار 2024.
وأثناء هذه الفترة، توفي الرئيس جينجوب، فخلفه نانغولو مبومبا رئيسا مؤقتا للبلاد. وفي 4 فبراير/شباط من العام نفسه، عين مبومبا نيتومبو نائبة له.
وفي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وشارك فيها أكثر من مليون ناخب ناميبي، شهدت العملية الانتخابية مشكلات عديدة حالت دون تصويت بعض الناخبين، مما أدى إلى تمديدها 3 أيام إضافية.
وقد فازت نيتومبو في الانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوزت 57% من الأصوات، متفوقة على أقرب منافسيها، باندوليني إيتولا، الذي حصل على نحو 26% من الأصوات.
وفي 21 مارس/آذار 2025، أدت نيتومبو اليمين الدستورية لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا.