آخر الأخبار

تلغراف: لماذا يجب أن يخشى بوتين الترسانة النووية البريطانية؟

شارك

رغم التحديات التقنية والمالية التي تواجه برنامج الصواريخ النووية البريطاني "ترايدنت"، فما زال يمثل تهديدا إستراتيجيا قويا يثير قلق الكرملين ، ويجعل لندن لاعبا رئيسيا في معادلة الردع النووي العالمية.

هذا ما يؤكده الكاتب بصحيفة تلغراف البريطانية شون رايمنت في تقرير عن هذا البرنامج لفت في بدايته إلى أن غواصة نووية بريطانية واحدة من نوع ترايدنت يمكنها "حرق 40 مدينة روسية".

ونقل في هذا الصدد، ما قاله رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر يوم الأربعاء الماضي خلال زيارةٍ له لاستقبال عودة سفينة "إتش إم إس فانغارد"، بعد ما يُعتقد أنه أكثر من 200 يومٍ في البحر: "أعتقد أنهم (الأعداء) يُقدّرون قدراتنا. المهمّ بالطبع هو إدراكهم لما هي عليه، وهي قدرةٌ جديرة بالثقة".

وفيما يلي ملخص عما أورده الكاتب عن هذا البرنامج:

برنامج ترايدنت.. الدرع النووي البريطاني

برنامج "ترايدنت"، الذي يُعد العمود الفقري للردع النووي البريطاني، يتألف من 4 غواصات "إتش إم إس فانغارد" (HMS Vanguard)، و"فيكتوريوس" (Victorious)، و"فيغيلانت" (Vigilant)، و"فينغينس" (Vengeance)، كل منها قادرة على حمل ما يصل إلى 16 صاروخا باليستيا مزودا بـ12 رأسا نوويا لكل صاروخ.

وهذا يعني أن غواصة واحدة فقط يمكن أن تطلق 192 رأسا نوويا دفعة واحدة، وهو ما يعادل القدرة على "إبادة 40 مدينة روسية".

إعلان

ولا بد لإحدى هذه الغواصات أن تكون دائما في مهمة بحرية لضمان الجاهزية في أي وقت، وهو ما يُعرف بمبدأ "الردع المستمر في البحر"، والذي يُعد أحد أركان السياسة الدفاعية البريطانية.

التحديات التي تواجه برنامج ترايدنت:


* التقادم:

الغواصات المستخدمة حاليا دخلت الخدمة في التسعينيات، مما يعني أنها تجاوزت عمرها الافتراضي (25 عاما)، ومع ذلك، يتم تمديد فترة خدمتها إلى أن تدخل غواصات "المدرعة البحرية" (Dreadnought) الجديدة الخدمة بعد 10 سنوات.


* الأعطال:

سجل البرنامج حالات فشل في اختبارات إطلاق الصواريخ، أبرزها في 2016 و2024، مما أثار تساؤلات حول موثوقية النظام.


* التكاليف الباهظة:

يستهلك البرنامج حوالي 6% من ميزانية الدفاع البريطانية (3 مليارات جنيه إسترليني سنويا)، مما يجعله مشروعا مكلفا جدا.


* الاعتماد على الولايات المتحدة:

يتم تصنيع وصيانة الصواريخ بالتعاون مع الولايات المتحدة ، مما يثير مخاوف حول الاستقلالية الإستراتيجية البريطانية.

لكن.. ما الذي يقلق روسيا؟

رغم التحديات التي يواجهها البرنامج، تبقى قدراته التدميرية الهائلة مصدر قلق كبير للكرملين.


* المدى والسرعة:

الصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف داخل روسيا، مثل موسكو، خلال 30 دقيقة فقط.

نقاط الضعف الروسية:

الحجم الجغرافي الكبير لروسيا وضعف دفاعاتها الجوية يجعل من المستحيل عمليا صد هجوم بالصواريخ الباليستية من غواصات ترايدنت.

الصورة الإستراتيجية:

سلاح بهذا الحجم يجبر موسكو على إعادة حساباتها عند اتخاذ أي خطوات استفزازية تجاه الغرب.

غواصات "Dreadnought" الجديدة: المستقبل النووي لبريطانيا

تستعد بريطانيا لاستبدال فئة جديدة من الغواصات تحت اسم (Dreadnought) بأسطولها الحالي، والتي تتميز بتكنولوجيا متقدمة تجعل اكتشافها أصعب، مما يعزز قدرتها على البقاء في البحر لفترات أطول.
لكن هذا الانتقال لن يحدث قبل عام 2035، بتكلفة تقدر بـ31 مليار جنيه إسترليني.

الردع النووي كضمان للبقاء

ورغم العمر المتقدم لأسطول ترايدنت والتحديات المتعلقة به، يبقى هذا البرنامج حجر الزاوية في إستراتيجية الردع البريطانية، فقدرته على التأثير بشكل حاسم ضد أي تهديد تجعله عنصرا أساسيا، ليس فقط للدفاع عن المملكة المتحدة ، ولكن أيضا لتعزيز مكانتها في المشهد الجيوسياسي العالمي.

إعلان

وفي ظل التصعيد الروسي المتزايد، يدرك الكرملين أن غواصات ترايدنت ليست مجرد غواصات، بل هي "شبحٌ نووي" يجوب أعماق البحار ويثير مخاوف أعداء بريطانيا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا