في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- بعد كشف النقاب عما تتضمنه رسالة الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز، إن ترامب "أوضح لآية الله خامنئي أنه يريد حل النزاع حول البرنامج النووي الإيراني دبلوماسيا -وقريبا جدا- وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فستكون هناك طرق أخرى لحل النزاع".
وأشارت تقارير إلى تحذير دول أوروبية إيران من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول يونيو/حزيران أو يوليو/تموز القادمين مع إدارة ترامب، فسيتم فرض موجة كبيرة من العقوبات الشديدة على إيران.
وفي حديث لبودكاست " هيو هيوت" الشهير ( Hugh Hewitt)، أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية ماركو روبيو "أؤكد لك أن الرئيس ترامب عندما يقول شيئا فهو يعني ذلك. الرئيس كان واضحا، إنه مستعد لفعل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. لقد كان واضحا تماما، الآن، هو رئيس يريد تعزيز السلام".
وأضاف "إذا سألته، فسيخبرك أنه يفضل حل هذا الأمر دبلوماسيا دون حرب. وهذا هو تفضيله، وسيكون هذا دائما هو تفضيله. ولكن إذا أجبرته على الاختيار بين إيران نووية أو اتخاذ إجراء، فقد كان الرئيس واضحا: سيتخذ إجراءات".
ومن الجدير بالذكر أن إيران تنفي سعيها للحصول على أسلحة نووية، في حين تشير تقارير محايدة إلى استمرار تقدم البرنامج النووي الإيراني على مدى السنوات الأربع الماضية، وهو ما جعله أقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج سلاح نووي.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفعت إيران من نسب اليورانيوم المخصب لديها إلى 60%؛ بكميات كافية لصنع 6 قنابل نووية حال تم تخصيبها إلى 90%.
وردا على سؤال حول امتلاك بلاده لقدرات تمكنها من تدمير مواقع برنامج إيران النووي، رد الوزير الأميركي بالقول "واثق بما فيه الكفاية لأقول إنه إذا اتخذ الرئيس قرارا بأننا بحاجة إلى إجراءات لمنع إيران من امتلاك قدرة نووية، فلدينا القدرة على القيام بذلك، والذهاب إلى أبعد من ذلك وربما حتى تهديد النظام نفسه".
يقول تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن والمحاضر بجامعة جورج واشنطن "إذا رفضت إيران التفاوض، تحت الإكراه كما تقول، فستبحث إدارة ترامب عن طرق أخرى لتكثيف سياسة "الضغط الأقصى"، بما في ذلك عقوبات إضافية ومواقف عسكرية وتهديدات متنوعة. ويمكن لترامب أن يوضح أن الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل تفويضا مطلقا للرد على البرنامج النووي الإيراني، وستدعمه عند الضرورة".
واعتبر تشارلز أنه ثمة "شيء واحد لم يجربه ترامب وهو تقديم الإغراءات، مثل تخفيف العقوبات من أجل التفاوض، لكن المحفزات ليست في الحقيقة في كتاب قواعد ترامب. في الوقت ذاته، هناك شيء واحد نعرفه وهو أن ترامب قادر على المفاجأة، بما في ذلك التغيرات في المواقف، لذلك لا تعرف أبدا أي بديل سيختاره".
في حين أشار المحاضر المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن نيد لازاروس، إلى أن "كلمات ترامب غامضة ومسارات عمله لا يمكن التنبؤ بها، وأعتقد أنه يسعى عمدا ليكون غامضا ولا يمكن التنبؤ به، من أجل إبقاء خياراته مفتوحة وإبقاء محاوريه غير متوازنين".
وفي حديث للجزيرة نت، قال لازاروس "من خلال هذا الموعد النهائي، سأتكهن بأنه يهيئ الظروف لاتخاذ خطوات دراماتيكية ضد البرنامج النووي الإيراني في المستقبل. وما قد تكون عليه هذه الخطوات غير واضح -إن كانت عقوبات مشددة أو ضربات عسكرية-، ومن المرجح أن يذكر فقط شيئا ما مفاده أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
وذكر لازاروس بما أصدره ترامب من مواعيد نهائية أحادية لحركة حماس، في عدة مناسبات -والآن نرى هجوما إسرائيليا متجددا ضد الحركة في غزة- لذلك ربما يكون هذا هو التكتيك نفسه.
وقال "الاحتمال الآخر هو أن هذا جزء من جهود ترامب لتقليص الدعم العسكري الإيراني ل لحوثيين في اليمن . يؤسفني أنني أشعر أنه ليس لدي طريقة لمعرفة ما سيفعله ترامب في أي وقت، ويبدو أنه يحب الأمر بهذه الطريقة".
ومن جانبها، وفي حديث مع الجزيرة نت، أشارت عسل آراد، الأكاديمية ذات الأصول الإيرانية، وخبيرة الشؤون الخارجية الأميركية، إلى أن "ترامب وضع كل الخيارات على الطاولة للنظر فيها ضد إيران. ويمكن أن تتراوح هذه الخيارات من المزيد من العقوبات التي تستهدف الاقتصاد الإيراني ومبيعاتها من النفط إلى ضربات على المنشآت النووية الإيرانية أو صراع كبير مباشر.
وتقول آراد إن إيران أشارت إلى أنها منفتحة على المفاوضات حول عسكرة برنامجها النووي، لكنها غير مستعدة للتفاوض على التفكيك الكامل لبرنامجها النووي المدني المسموح به بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ".
واعتبرت في ردها على سؤال حول ما يملكه ترامب من أوراق قد يستخدمها ضد إيران، أنه حسب ما ورد أعطت رسالة الرئيس ترامب إيران مهلة شهرين للرد بينما يرتب فيه الجدول الزمني للضغط عليها في المفاوضات. وقد أعادت إدارة ترامب بالفعل سياسة الضغط الأقصى السابقة وهدد إيران علنا إذا استمرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ، حيث نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على اليمن أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصا.
وترى خبيرة الشؤون الأميركية أن كل أفعال ترامب وخطابه طرق للضغط على إيران لإجراء مفاوضات، "كما صرح ترامب علنا بأنه يفضل التوصل إلى اتفاق لكن الخيارات الأخرى، والخيارات العسكرية المحتملة ستحل القضية النووية إذا لم يكن التوصل إلى اتفاق ممكنا. ربما كانت الضربات التي نفذت ضد اليمن إشارة أخرى لطهران لخلق المزيد من الضغط من أجل المفاوضات".
أما خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون في واشنطن باربرا سلافين، فقالت للجزيرة نت، إنها قلقة مما قد تقدم عليه إدارة ترامب، و"أخشى أن يدعم العمل العسكري إذا لم يكن هناك اتفاق أو تقدم نحو صفقة. وآمل أن يوافق الإيرانيون على المحادثات. أما بالنسبة للضغط بالعقوبات، فأنا لست متأكدة مما يمكن أن يفعله ترامب أكثر مما هو مفروض حاليا".
واختتمت سلافين حديثها للجزيرة نت بالقول إن "الإيرانيين لا يتقبلون التهديدات بشكل جيد، لكن اقتصادهم في حالة مؤسفة لدرجة أنني أتوقع منهم الانخراط دبلوماسيا على مستوى ما، ربما من خلال الأوروبيين".