في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بعد ساعات من استضافة العاصمة الكينية نيروبي اجتماعاً ضم قوى سياسية وقيادات من الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية في السودان تسارعت ردود الأفعال بصورة كبيرة رافضة لهذا التطور اللافت في الأزمة السودانية.
وأعربت وزارة الخارجية السودانية عن أسفها لتنكر الحكومة الكينية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وذلك باستضافتها توقيع هذا الاتفاق الذي يهدف حسب بيان الوزارة إلى إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان، ما يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية، وانتهاك سيادتها، والتدخل في شؤونها.
من جانبها حذرت الجامعة العربية من أي خطوات تؤدي إلى تقسيم السودان وتفتته.
وأعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها واستهجانها إزاء أية خطوات يكون من شأنها أو يترتب عليها المس بوحدة السودان أو تعريضه للتقسيم أو التفتت تحت أي ذريعة أو مسمي.
وطالبت الأمانة العامة جميع الأطراف إلى السعي للمساهمة في معالجة الأزمة السودانية انطلاقاً من الثوابت العربية القائمة أساساً على الحفاظ على سيادة السودان، ووحدته الترابية وصيانة مؤسساته القومية.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن استضافة كينيا لمؤتمر أطلقت عليه السلام والوحدة ضم ممثلين عن 30 مكونا سياسيا وعسكريا وشعبيا سودانيا على رأسهم الدعم السريع وحزب الأمة القومي والحركة الشعبية يراه المراقبون والمحللون الاستراتيجيون يأتي في توقيت تداعت فيه إلى حد يصل للانهيار كفاءة وقدرات قوات الدعم السريع القتالية موضحا أن المؤتمر ينعقد في ظل وضع بات فيه الجيش السوداني على وشك فرض وإحكام السيطرة على كامل مدينة الخرطوم العاصمة وما يحمله ذلك من رمزية استراتيجية وميدانية على الأرض.
وتابع اللواء كبير: يمكن القول إن الدعم السريع الآن لم يعد لها نقاط قوة تتمسك بها عسكريا على الأرض باستثناء أقاليم وسط وجنوب دارفور بوسط غرب السودان، ومن هنا اتجهت أنظار الدعم السريع إلى إحدى دول الجوار وهي كينيا في محاولة لتشكيل حكومة موازية من خلال استدراج قوى عسكرية ومدنية وسياسة أخرى من المعارضين لمجلس السيادة والجيش السوداني لتحقيق نوع من التوازن النسبي بعد الخسائر التي منيت بها عناصرها خلال عدة شهور مضت إلى الآن.
ويقول الخبير المصري إن دولة مثل كينيا تتمتع بسياسة ودبلوماسية متزنة بالقارة الإفريقية مضيفا أنه من الصعب عليها أن تعرض مكتسباتها ووضعها الجيوسياسي والدبلوماسي للانتقاد أو العقوبات سواء كانت من الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي باعتبارها تتدخل مباشرة في شئون دول أخرى وتهدد سلامتها وسيادتها ولا تراعي حسن الجوار.
وأضاف أن المواثيق والقوانين الدولية والإقليمية نصت على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وهذا ما أعلنه مجلس السيادة السوداني على لسان وزارة الخارجية غير أن الرد الكيني على لسان خارجيتها أكد أن ما أقدمت عليه بلاده باستضافة هذا المؤتمر الذي سيتم إعلان مخرجاته يوم الجمعة غدا لا يأتي إلا لصالح وفائدة الشعب السوداني ووحدة أراضيه بعدما قطعت الحرب أوصاله وشردت أهله وسكانه وضربت المجاعة في كل أركانه.
وأشار الخبير العسكري المصري، إلى أن كينيا أكدت أيضا أنها قامت بذلك في تنسيق كامل مع كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، إذن هناك أمر ما كان قد أعد له مسبقا، ومنذ مدة ليست بالقصيرة، وهو ما يضع بالإجبار علامة استفهام كبرى حال صدق الرواية الكينية، متسائلا: هل هناك تدبير ما دولي على ما يبدو لخلخلة اتزان مجلس السيادة السوداني؟
ويضيف: حتى لو أتت المخرجات على عكس مسار مجلس السيادة السوداني وفى الأغلب هذا ما سيحدث، فهل تم الالتفاف على مجلس السيادة السوداني بمجرد أن تشكلت ملامح بدء فرض السيطرة الميدانية على أغلب رقعة السودان؟ ومحاولة تحييده عن المشهد فور انتهاء الصراع العسكري وإلزامه بالانصياع لقرارات أممية وإقليمية مصادق عليها!
ويختتم الخبير المصري بالقول هذا ما يمكن استنباطه فور إعلان مفرزات المؤتمر غدا مضيفا فلنترقب ونتابع.