آخر الأخبار

غزة بين خطة التهجير والانقسام الفلسطيني.. مصير معلق

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

رصد لآراء الفلسطينيين بعد تصريحات ترامب بشأن "شراء غزة"

في ظل الحرب المستمرة على غزة والتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، تتزايد المخاوف بشأن مخطط تهجير سكان القطاع، وسط تسريبات وتقارير تتحدث عن خطة مدعومة أميركيا وإسرائيليا لتفريغ غزة من سكانها.

وبينما يرفض الفلسطينيون هذا السيناريو، فإن الانقسام الداخلي يضعف قدرتهم على مواجهته، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول المستقبل السياسي والديموغرافي للقطاع. فهل غزة بالفعل مهددة بمخطط تهجير قسري؟ وكيف يؤثر الانقسام الفلسطيني على مواجهة هذا التحدي؟ وما هو الموقف الدولي والإقليمي من هذه التطورات؟.

تسريبات التهجير.. هل هناك خطة حقيقية؟

التقارير المتداولة عن خطة تهجير سكان غزة ليست جديدة، لكنها عادت إلى الواجهة بعد تسريبات إسرائيلية تحدثت عن محاولات لإقناع دول عربية باستقبال لاجئين من القطاع.

هذه التسريبات تتقاطع مع تصريحات أميركية وإسرائيلية توحي بأن الحلول المطروحة لغزة بعد الحرب تشمل إعادة ترتيب الأوضاع السكانية والسياسية في القطاع.

في هذا السياق، يرى عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والمتحدث باسم الحركة، جمال نزال، خلال حديثه لـ"غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية أن "الحديث عن تهجير سكان غزة ليس مجرد إشاعات إعلامية، بل هو توجه إسرائيلي مدعوم ببعض الدوائر الغربية التي ترى في غزة عبئًا سياسيًا وأمنيًا يجب التخلص منه".

ويضيف نزال قائلا إن هناك ضغوط تُمارَس على بعض الدول العربية لقبول لاجئين من غزة، لكن الإرادة الشعبية الفلسطينية ترفض هذا المخطط، وغزة ستبقى أرضًا فلسطينية رغم كل المحاولات لإفراغها من سكانه.

الانقسام الفلسطيني.. عامل ضعف في مواجهة التهجير؟

في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات بتهجير سكان غزة، لا يزال الانقسام الفلسطيني يلقي بظلاله على المشهد، ما يضعف قدرة الفلسطينيين على اتخاذ موقف موحد ضد المخططات الإسرائيلية.

يؤكد رئيس مجموعة الحوار الفلسطيني، صادق أبو عامر، أن استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس جعل من غزة "ساحة لتجارب الحلول السياسية التي تصاغ بعيدًا عن إرادة الفلسطينيين".

ويضيف في هذا الشأن قائلا إنه "بدلًا من أن يتوحد الفلسطينيون لمواجهة التهديدات الوجودية، نجد أن الانقسام يسهل على إسرائيل تنفيذ سياساتها. غياب موقف فلسطيني موحد يسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بالتعامل مع كل طرف على حدة، وبالتالي تمرير مشاريع مثل التهجير دون مقاومة كافية."

الدور الأميركي.. دعم إنساني أم تواطؤ مع المخطط؟

لطالما كان الموقف الأميركي محوريا في رسم معالم السياسة في الشرق الأوسط، ولا يختلف الحال في غزة.

الإدارة الأميركية، التي قدمت دعمًا غير مسبوق لإسرائيل في الحرب الأخيرة، تواجه اتهامات بالمساهمة في التمهيد لعملية تهجير جزئي أو كامل لسكان القطاع.

لكن جيفري لورد، المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، ينفي أن تكون واشنطن تدعم تهجير الفلسطينيين قسرًا، قائلًا: "إدارة ترامب كانت تسعى إلى خلق حلول اقتصادية لغزة وليس تهجير سكانها، ولكن رفض القيادة الفلسطينية للمبادرات السياسية جعل الأوضاع أكثر تعقيدًا. المشكلة ليست في وجود مخطط أميركي لترحيل الفلسطينيين، بل في غياب رؤية فلسطينية واضحة للمستقبل".

إسرائيل والفرص المتاحة.. استغلال الحرب لفرض واقع جديد

على الجانب الإسرائيلي، تتزايد الإشارات إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة ترى في الحرب فرصة لفرض وقائع جديدة على الأرض. التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين تكشف عن رغبة في إعادة رسم الخريطة الديموغرافية لغزة بما يخدم المصالح الإسرائيلية طويلة الأمد.

يعلق الكاتب والباحث السياسي صلاح العبادي على هذه التطورات بقوله: "المشروع الصهيوني منذ تأسيسه قائم على التوسع وتهجير السكان الأصليين. ما يحدث اليوم في غزة ليس سوى استمرار لهذه السياسة، لكن الفرق الآن أن الظروف الإقليمية والدولية قد تسمح لإسرائيل بتنفيذ ما لم تستطع تحقيقه في الماضي".

ويضيف العبادي لـغرفة الاخبار أن المشكلة التي تواجه إسرائيل تكمن في أن تهجير أكثر من مليوني فلسطيني ليس أمرًا سهلًا، حتى لو أرادت بعض الأطراف الإقليمية تسهيل ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية والرفض الشعبي داخل غزة سيجعل من تنفيذه أمرًا شديد التعقيد.

الموقف العربي والدولي.. بين القلق والصمت

رغم التحذيرات المتكررة من مخطط تهجير سكان غزة، لا تزال المواقف العربية والدولية تتراوح بين القلق والتجاهل.

بعض الدول العربية أبدت رفضًا علنيًا لأي محاولة لفرض تهجير قسري، لكن في الوقت نفسه، لم تتخذ خطوات عملية لوقف المخطط أو الضغط على إسرائيل لوقف سياساتها تجاه القطاع.

أما على الصعيد الدولي، فقد صدرت مواقف خجولة من بعض الدول الأوروبية التي حذرت من أن التهجير القسري يعد جريمة حرب، لكن هذه التحذيرات لم تُترجم إلى إجراءات عملية لوقف أي خطوات محتملة على الأرض.

غزة في مواجهة مصير مجهول

بين التسريبات والمواقف المتباينة، يبقى مصير غزة معلقًا على توازنات سياسية معقدة. ومع استمرار الانقسام الفلسطيني، وضعف الموقف العربي، والانحياز الأميركي لإسرائيل، فإن الخيارات أمام سكان القطاع تبدو محدودة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا