في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أجمع محللون وخبراء على أن اليوم الأول من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حمل رسائل سياسية وعسكرية عميقة، تجلت في 3 مشاهد رئيسية عكست فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة منذ بداية الحرب.
وأوضح الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن المشهد الأول تمثل في حالة الانتصار التي عكستها وجوه الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أنها "وجوه منتصرين وليست وجوه منهزمين"، رغم مرور 471 يوما على الحرب.
وأضاف أن المشهد الثاني تجلى في الانضباطية العالية للمقاومة وقدرتها على التنسيق وإظهار القوة، حيث تحركت 3 مواكب متزامنة في مختلف مناطق القطاع.
من جانبه، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الانسحابات الإسرائيلية كانت أسرع مما هو مخطط له، مشيرا إلى انسحاب لواءي "ناحال" و"غفعاتي" في خطوة تعكس البعد النفسي والسيكولوجي لجيش الاحتلال.
وأضاف أن القادة العسكريين الإسرائيليين أقروا بأن الحرب "تدور في حلقة مفرغة ولا يمكن القضاء على حماس".
وفيما يتعلق بالمشهد الثالث، أشار الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن المشاهد التي خرجت من داخل القطاع أعادت طرح السؤال الأهم لدى المعسكرين في إسرائيل: "ماذا فعلنا في غضون النصف عام الأخير؟".
وأوضح أن هذه المشاهد كانت مستفزة للجانب الإسرائيلي، خاصة مع ظهور مقاتلي القسام بالزي العسكري الموحد.
وحول الأبعاد السياسية، أكد الدبلوماسي الأميركي السابق آدم كليمنس أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب مارست ضغوطا غير متوقعة على إسرائيل للتوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية إعادة الاستقرار إلى غزة بطريقة لا تستفز إسرائيل.
وفيما يخص مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي، أوضح جبارين أن نتنياهو تحول من "مجرد فاسد إلى فاسد وفاشل ومهزوم"، مشيرا إلى أن مسألة الجثامين ستشكل تحديا إضافيا له، خاصة إذا تبين أن عمليات القتل تمت في النصف عام الأخير.
وعن الرسائل التي حملتها عملية تبادل الأسرى، أشار زياد إلى أن تسليم كتائب القسام للأسيرات الإسرائيليات ظرفا يحتوي خريطة قطاع غزة وصورا من الأسر يحمل رسائل عميقة، تؤكد الأريحية الميدانية للمقاومة وقدرتها على حماية الأسرى رغم القصف المتواصل.
وفيما يتعلق بمستقبل الاتفاق، رأى كليمنس أن نجاح الهدنة يعتمد على قدرة الأطراف المعنية، بما فيها دول الخليج، على استغلال هذا الهامش لبناء زخم سياسي يؤدي إلى استقرار المنطقة.
وأكد الدويري أن عودة النازحين إلى مناطقهم، رغم استمرار القصف حتى الساعة 11:15 من ظهر اليوم الأحد، يعكس صعوبة الظروف المعيشية التي يواجهونها في خيام النزوح، خاصة مع المنخفض الجوي الأخير، مشيرا إلى أن عودتهم تأتي رغم أنهم سيجدون بيوتا مهدمة.
وحول مستقبل العلاقة بين نتنياهو وترامب، توقع كليمنس أن تتأثر العلاقة بالضغوط التي مارستها إدارة ترامب على إسرائيل لقبول الاتفاق، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة ستركز على التصدي لإيران وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.