يحذر خبراء الأرصاد الجوية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية من اشتداد الرياح، التي تغذي الحرائق المستعرة حول مقاطعة لوس أنجلوس، مجددا خلال الأسبوع الجاري.
في غضون ذلك، تسابق فرق إطفاء الحرائق الزمن لإحراز تقدّم على صعيد السيطرة على ثلاثة حرائق ضخمة.
وبعد هدوء نسبيّ للرياح خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، يحذّر مسؤولون من تجدد اشتداد رياح سانتا آنا الجافة، وذلك ابتداءً من مساء الأحد وحتى الأربعاء، لتصل سرعتها إلى 96 كيلومترا في الساعة.
وقبل عودة الرياح إلى الاشتداد، كان قد تم إحراز بعض التقدّم على صعيد وقف اتساع رقعة الحرائق، لا سيما في منطقتَي باليسيدز وإيتون على طرفَي المدينة.
وتتلقى فرق الإطفاء الأمريكية دعماً من ثماني دول أخرى.
وبلغت أعداد الوفيات 24 شخصا، و16 مفقودا، بحسب السلطات في مقاطعة لوس أنجلوس.
وعُثر على 16 من القتلى في منطقة حريق إيتون، بينما عُثر على الثمانية الآخرين في منطقة باليسيدز.
ولا تزال الحرائق الضخمة مشتعلة من حول لوس أنجلوس. ويعدّ الحريق الأكبر هو ذلك المشتعل في باليسيدز، والذي أتى حتى الآن على حوالي 23 ألف فدان، ولم يتم احتواء سوى 13 في المئة منه.
ويأتي حريق إيتون في المرتبة الثانية من حيث الضخامة، وقد أتى على أكثر من 14 ألف فدان، وتم احتواء 27 في المئة منه.
أما حريق هيرست، فقد أتى على 799 فدانا، وقد تمّ احتواؤه بشكل تام تقريبا.
وتقترب هذه الحرائق الضخمة من أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي يوم الأحد، قُدّرت الخسائر المالية الأولية جرّاء تلك الحرائق بنحو 250 إلى 275 مليار دولار.
وبينما تحاول فرق الإطفاء السيطرة على الحرائق، تحذّر السلطات من أن الرياح القادمة قد تؤدي إلى "ظروف كارثية"، بما يهدد بترك مقاطعة لوس أنجلوس بالكامل طعاماً للنيران.
تشاد أوغسطين، رئيس فريق إطفاء حريق باسادينا، قال لبي بي سي: "لسوء الحظ، سنعود إلى ظروف خطرة مع اشتداد الرياح ما قد يتسبب في كوارث خلال الفترة من الآن وحتى يوم الأربعاء".
ونوّه أوغسطين إلى أنه "بينما نحرز بعض التقدّم، لكن النهاية ليست قريبة بعد".
وفي تحذير نادر، قالت خدمة الطقس الوطنية إن الوضع "شديد الخطورة" غدا الثلاثاء، مشيرة إلى "سلوك متطرف" للحرائق بداية من الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء وحتى منتصف نهار يوم الأربعاء.
كريستين كراولي، رئيسة فريق الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس، دعت السكان القريبين من مناطق الإخلاء إلى الاستعداد للنزوح حال صدور أوامر بذلك، وإلى البقاء بعيداً عن الطُرق قدر الإمكان حتى لا يعيقوا عمل فرق الإطفاء.
وعلى الرغم من هذه الأجواء المتوقعة، تفتح كل المدارس أبوابها اليوم الإثنين، عدا تلك التي تقع في مناطق إخلاء إجبارية، بحسب ما أعلنت السلطات التعليمية في لوس أنجلوس.
إلى ذلك، شبّت حرائق جديدة يوم الأحد، مهددة تجمّعات سكنية في وادي سان فيرناندو، وعلى مقربة من مختبر الدفع النفاث، الممول من الحكومة الفيدرالية ووكالة ناسا، والقائم في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا.
وفي يوم الأحد أيضا، تمكّنت فرق الإطفاء بسرعة من وقف توسّع حرائق جديدة في غابة أنجلوس الوطنية التي تكتنف منشأة تقع في قلب برنامج الفضاء الأمريكي وتحتوي على تقنية سريّة للغاية.
وفي غضون ذلك، ألقت السلطات القبض على 29 شخصا على الأقل، بتهمة النهب والسلب في مناطق الإخلاء الإجباري.
وطالب قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس روبرت لونا، بتعزيز القوات الموجودة في المنطقة.
ونوّه روبرت لونا إلى أنه يوجد الآن في منطقة جنوب كاليفورنيا 14 ألفاً من عناصر إطفاء الحرائق، تدعمهم 84 طائرة و1354 عربة إطفاء.
وانخفضت أعداد عمليات الإخلاء. وثمة 105 آلاف من السكان تم إجلاؤهم إجباريا، فيما وُجّهت تحذيرات بالإخلاء لنحو 87 ألفا آخرين.
في غضون ذلك، لا تزال المشادات الكلامية متبادَلة بين حاكم ولاية كاليفورنيا، الديمقراطي غافين نيوسوم من ناحية، والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب من ناحية أخرى.
وفي يوم السبت، ألقى ترامب باللائمة في هذه الحرائق التي تعدّ "واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة" على مَن وصفهم بالساسة غير الأكفاء.
في المقابل، شنّ نيوسوم هجوماً على ترامب، متهماً إياه بنشر معلومات مغلوطة "لا يمكن تبريرها" عن الحرائق.
وبدورِه، وجّه نيوسوم دعوة إلى ترامب، الذي سيجري تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ليقوم بجولة تفقّدية لآثار الحرائق.