جوزاف عون يعلن بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد وسط ترحيب عربي ودولي لانتخابه رئيساً للبنان

أعلن الرئيس اللبناني المنتخب، جوزاف عون، الخميس، بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد، داعيا إلى "تغيير الأداء السياسي"، وبناء وطن يكون الجميع فيه "تحت سقف القانون والقضاء".

وقال عون، في خطاب القسم في أعقاب أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان: "عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان"، مضيفا "سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".

وكان البرلمان اللبناني قد انتخب عون، رئيساً جديداً للبلاد، بعد جولة انتخابية ثانية، ظهر الخميس، حصل فيها على 99 صوتاً من أصل 128، بعدما لم يحصل على أغلبية الثلثين المطلوبة للفوز بالرئاسة خلال الدورة الأولى من اقتراع النواب قبل ذلك.

وتعهد عون كذلك، خلال كلمته، بالعمل على "احترام الهدنة" مع إسرائيل وعلى إنهاء احتلالها للبنان، مؤكدا على حق الدولة "في احتكار حمل السلاح".

وأضاف: "سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة.. بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه".

وقال الرئيس اللبناني الجديد: "عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، وفقا لوكالة فرانس برس للأنباء.

وفيما يلي بعض ردود الفعل اللبنانية والعربية والدولية على فوز عون بالرئاسة اللبنانية بعد عامين من شغور المنصب.

ردود فعل لبنانية

قال رئيس مجلس النوب، نبيه بري، بعد إعلانه انتخاب عون رئيسا للجمهورية، في كلمة مقتضبة: "أتقدم باسم الأمة واللبنانيين جميعا بالتهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبخاصة في هذه الظروف الحرجة لاسيما في الجنوب، حيث يتعرض أهلنا إلى أبشع وأشد الحروب قساوة من أي حرب أخرى"، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

وأضاف: "لبنان اليوم بحاجة لكل شيء والمناطق الجنوبية الحدودية بحاجة لكل شيء وكذلك كل الجنوب".

كما توجه رئيس الوزراء اللبناني السابق، فؤاد السنيورة، في بيان إلى "جميع اللبنانيين بالتهنئة الحارة بانتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون، الرئيس اللبناني الأول في مئوية لبنان الثانية لإنشاء دولة لبنان الكبير".

وتعليقاً على كلمة عون قال السنيورة "كانت كلمة مفعمة بالوطنية وبالإيمان بلبنان وعروبته، هوية وانتماء، وبالشعب اللبناني، وعامرة بالإرادة والعزيمة الحازمة".

وختم: "أصبح لدينا الآن رئيس للجمهورية، وعلينا جميعا كلبنانيين أن نؤازره، وندعم الحكومة العتيدة، ولا سيما في خضم المهمات الصعبة التي ستواجهها من أجل إنقاذ لبنان، وتحرير كامل أراضيه من نيران العدو الإسرائيلي".

كما هنأ سعد الحريري، الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، عون، على انتخابه رئيسا للبلاد، وقال الحريري في منشور على منصة إكس: "مبروك للبنان، الدولة والشعب، انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية، وإحياء الأمل بإعادة الحياة إلى المؤسسات الدستورية لمواجهة التحديات الصعبة وما أكثرها في هذه الأيام".

وأصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانا جاء فيه: "مبروك لفخامة الرئيس جوزاف عون، واللحظة لإنقاذ واقع لبنان المعقّد جداً، ومشهد البلد والمنطقة فوق صفيح ملتهب، ولبنان يقوم ويستمر بالشراكة الوطنية والعيش المشترك".

وأضاف البيان: "ويجب أن يربح لبنان بكل مكوناته الوطنية، والخارج يمتهن الخراب، والذي نعوّل عليه من فخامتكم أن تكون مركز الضمانة الوطنية وسط منطقة تغلي بالأزمات".

وكتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي على حسابه عبر منصة "إكس" :"القائد... رئيسا للبنان قائدا لمسيرة بناء الدولة. مبروك للبنان رئيس الجمهورية".

وهنأت الرابطة المارونية في بيان عون على انتخابه رئيسا للجمهورية، ورأت في "إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري بداية لمرحلة جديدة يخطو فيها لبنان نحو دولة القانون والمؤسسات، ويفيد من المناخات الدولية والعربية التي ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز، الذي تلاقى مع إرادة سياسية جامعة في تجاوز الازمة التي خلفها الفراغ في سدة الرئاسة".

وهنأ شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي ابي المنى، عون بانتخابه وكتب على صفحته على منصة "إكس": "انتخاب فخامته يعيد الأمل بلبنان ويعزز ثقة اللبنانيين بوطنهم. كلمته عهدٌ ورسالة، وانفتاحه على جميع مَن في الداخل، وعلى عمق لبنان العربي والعالمي، وعلى آفاق المستقبل، يبشّر بالخير ويزرع الطمأنينة".

ورأت "جبهة العمل الإسلامي" في "الشبه إجماع على انتخابه (عون) دليلا على حجم الثقة الكبيرة التي يتمتع بها سواء من النواب والكتل النيابية، وحجم الطمأنينة والأمان والثقة أيضا من الشعب اللبناني بمجمله على حد سواء وذلك نظرا للكفاءة والنزاهة وحجم العمل والتضحيات الجمة له في قيادته الحكيمة للجيش اللبناني، وفي كيفية تحمّله المسؤولية بجدارة وتعاطيه الوطني المتساوي والمتوازن مع الجميع".

كما كتب نائب الجماعة الإسلامية، عماد الحوت، على منصة "إكس": "مرحلة جديدة تبدأ مع انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية بعد سنتين وشهرين من الفراغ القاتل للمؤسسات. خطاب القسم واعد جدا بعناوينه الإصلاحية، والمرحلة الحرجة التي نمر فيها تستدعي تضافر جهود الجميع، رئيسا ومجلسا وحكومة وأحزابا ومجتمعا أهليا، حتى ننهض ببلدنا الحبيب ونبني دولة المؤسسات ونعمل على ازدهاره واستقراره وسيادة أراضيه. مبروك لبنان. مبروك فخامة الرئيس".

ردود فعل عربية

رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عبر منصة "إكس" بانتخاب رئيس للبنان قائلا: "صادق التهنئة للبنان على انتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون رئيساً جديداً للبلاد بعد طول انتظار. كل التمنيات الطيبة للرئيس الجديد بالتوفيق في مهامه الجديدة ولشعب لبنان بالسلام والاستقرار والرفاه".

كما بعث العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، برقية تهنئة، للرئيس اللبناني، جوزاف عون، وأعرب عن تمنياته بـ "التوفيق والسداد للرئيس الجديد ولشعب لبنان المزيد من التقدم والازدهار".

كذلك بعث رئيس مجلس الوزراء ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، برقية تهنئة لعون معبّرا عن تهانيه وتمنياته بالتوفيق والسداد للرئيس اللبناني "ولشعب لبنان المزيد من التقدم والرقي".

وهنأ العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، عون بنيله ثقة مجلس النواب في بلاده وانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة.

وأعرب الملك في برقية بعثها باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، عن "أحر التهاني وأصدق المشاعر الأخوية بهذه المناسبة، متمنيا التوفيق للرئيس عون في خدمة لبنان وتعزيز مسيرة التقدم والتطوير فيه وتحقيق الازدهار للشعب اللبناني الشقيق".

وجدد التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في دعم سيادته وأمنه وسلامة أراضيه، مشددا على متانة العلاقات الثنائية المتجذرة، والحرص على توسيع فرص التعاون، وإدامة التنسيق بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز وحدة الصف العربي.

وهنأ رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، الرئيس عون، وأعرب في برقية تهنئة، عن "أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد... وتجاوز الصعاب التي مر بها نتيجة للعدوان الإسرائيلي والنهوض بلبنان وإعادة الإعمار، وبلسمة الجراح وصولا إلى النمو والازدهار، وتطلع دولة فلسطين لتعزيزعلاقات الأخوة والشراكة مع لبنان دولة وحكومة وشعبا".

ورحّبت قطر بانتخاب عون، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في "إرساء الأمن والاستقرار" في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان: "دولة قطر تتطلّع إلى أن يسهم إنهاء الشغور الرئاسي في إرساء الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق تطلعات شعبه في التقدم والتنمية والازدهار"، مؤكدة أن الدوحة "ستواصل وقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني".

وكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني: "نهنئ لبنان الشقيق، شعباً وحكومةً، باستكمال الاستحقاق الدستوري الوطني، وانتخاب البرلمان السيد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، متمنين له السداد والتوفيق في مهامّه الكبيرة".

وأضاف: "نحن في العراق، طالما وقفنا مع لبنان في كل المصاعب والمحن، ومازلنا مصممين على دعم صمود اللبنانيين إزاء أي عدوان أو تهديد يزعزع أمن هذا البلد الشقيق".

وهنأ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، الشعب اللبناني بانتخاب عون رئيساً للبلاد، معربا عن تطلعه في أن يسهم ذلك في استعادة الأمن والسلام في لبنان، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والرخاء والتنمية.

كما عبر عن أمله في أن يتم خلال عهد الرئيس الجديد "تعزيز العلاقات التاريخية بين مجلس التعاون ولبنان"، مؤكداً على ما ورد في البيان الختامي الصادر عن المجلس في دورته الخامسة والأربعين، بشأن "مواقف مجلس التعاون الثابتة مع الشعب اللبناني، وعن دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده، والتشديد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دولياً وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف".

ردود فعل دولية

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، أن "انتخاب جوزاف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان".

وأعربت السفارة الأميركية في لبنان عن التزامها العمل "بشكل وثيق" مع الرئيس الجديد للبنان، وكتبت السفارة في منشور على موقع "إكس": "نحن ملتزمون العمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان".

وقالت السفيرة ليزا جونسون إنها "سعيدة للغاية" بانتخاب قائد الجيش اللبناني جوزاف عون رئيسا للبلاد اليوم الخميس، منهيا شغورا دام أكثر من عامين في المنصب.

كما هنّأت روسيا عون على انتخابه رئيسا للبنان، معربة عن أملها في أن يحمل توليه السلطة "الاستقرار السياسي" و"التعافي الاقتصادي" للبلاد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن انتخاب عون "يفتح آفاقا لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي في لبنان وتعافي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في البلاد".

ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بانتخاب رئيس جديد في لبنان، معربا عن أمله أن يساهم ذلك في تحقيق الاستقرار.

وقال ساعر عبر حسابه على منصة "إكس": "آمل أن يساهم هذا الاختيار في تحقيق الاستقرار، ومستقبل أفضل للبنان وشعبه، وعلاقات جوار جيدة".

ورحبت إيران، في منشور لسفارتها في لبنان على منصة "إكس"، بانتخاب عون، آملة أن يتعاون البلدان "في مختلف المجالات في شكل يخدم المصالح المشتركة لبلدينا".

وهنّأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون، معتبرا انتخابه "تفسح المجال للإصلاح".

وقال ماكرون في منشور على منصة "إكس" : "هذه الانتخابات الهامة... تفسح المجال للإصلاح واستعادة سيادة الدولة وازدهار لبنان"، مضيفا "أيها اللبنانيون، فرنسا إلى جانبكم".

من جانبه وجه وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو تهنئة وقال عبر منصة "إكس": "اختار لبنان رئيسا. هذه خطوة حاسمة لتعافي البلد. فرنسا، التي تحشد جهودها لتحقيق هذا الهدف، ستبقى إلى جانب لبنان لإعادة إرساء دولة ذات سيادة ولإعادة الإعمار".

وهنأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الخميس الرئيس اللبناني الجديد، معتبرة أنّ انتخابه "فرصة لإجراء إصلاحات" في هذا البلد المأزوم والخارج لتوّه من حرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله.

وكتب السفير البريطاني هاميش كاول، عبر منصة "أكس": "هذه بارقة أمل للبنان بعد الكثير من التحديات، الخطوة الأساسية التالية تحت قيادته هي تشكيل سريع لحكومة تلتزم المضي بإصلاحات ملحة... المملكة المتحدة مستعدة لتقديم الدعم".

وكتبت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دو وال، عبر "إكس": "مبروك للبنان انتخاب رئيس! تصريحات مشجعة جداً للرئيس جوزف عون - المسؤولية تجاه الأجيال المستقبلية، والوحدة بين الطوائف، والإصلاحات واحتكار الدولة للسلاح. نتطلع إلى تشكيل سريع للحكومة كخطوة تالية. إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم".

منذ انتهاء ولاية ميشال عون قبل عامين، أخفق البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة على مدى عامين، آخرها في 14 يونيو/حزيران 2023، ودخل لبنان في شغور رئاسي هو السادس في تاريخه الحديث.