انطلقت منافسات كأس الخليج في نسختها السادسة والعشرين في الكويت في الفترة بين 21 ديسمبر 2024 إلى 3 يناير 2025، بمشاركة ثمانية منتخبات، تدخل الدورة بطموحات مختلفة.
الكويت البلد المنظم الأنجح في تاريخ كأس الخليج بعشر كؤوس، هي الأكثر مشاركة بالتساوي مع قطر والبحرين بالظهور في كل الدورات السابقة، فميا غابت السعودية عن نسخة واحدة فقط، وعُمان عن نسختين، واستطاعت كل المنتخبات الفوز بالدورة من قبل، عدا اليمن التي شاركت في عشر نسخ سابقة فقط، فشلت في الفوز بأي منها.
ومن بين المنتخبات المشاركة تحتل قطر التصنيف الأعلى في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا للمنتخبات، بالحلول في المركز 48 عالميا، ثم العراق 56، فالسعودية 59، والإمارات 63، ثم تأتي عمان والبحرين في المركزين 80 و81 على الترتيب، ثم الكويت 134 عالمياً، وأخيرا اليمن في المركز 157.
ونستعرض في هذا التقرير تفاصيل أكثر عن كل منتخب، بين حظوظه وأبرز لاعبيه.
خليجي 26: البطولة الخليجية الأكبر تعود للكويت وسط تحديات كبيرة
كأس الخليج 25: العراق يهزم عُمان ويفوز بلقب البطولة
رغم أن المنتخب الكويتي هو الأنجح في تاريخ البطولة بالفوز باللقب عشر مرات، إلا أنه لم يفز باللقب منذ عام 2020، التتويج الوحيد في آخر 26 عاماً، ويسعى على أقل تقدير لبلوغ الدور الثاني الذي لم يتأهل له منذ احتلال المركز الثالث في 2013.
المنتخب الكويتي ودع البطولة السابقة في 2023 من الدور الأول بتحقيق الفوز على الإمارات والتعادل مع البحرين، والخسارة أمام قطر، ولا يمر حالياً بفترة تشير لقدرته على تحقيق نتيجة إيجابية على أرضه.
إذ فاز الكويت خلال عام 2024 فقط على أفغانستان، وحاليا في تصفيات التأهل لكأس العالم يحتل المركز قبل الأخير بأربعة تعادلات وخسارتين، ويمر بسلسلة من عدم الفوز وصلت لثمان مباريات متتالية، كان آخرها الخسارة أمام لبنان لأول مرة منذ 2011، وقبلها التعادل الودي الصعب مع اليمن، الذي كان يحقق فوزه الأول على الكويت عبر التاريخ، ولكن الكويت تعادلت في الدقيقة 95.
وخلال خليجي 2026 سيفتتح الأزرق الكويتي مبارياته بمواجهة عمان، الذي تحمل ذكرى طيبة للكويت، إذ أن مواجهة الكويت وعمان في نسخة 1976 من كأس الخليج شهدت النتيجة الأكبر في تاريخ البطولة بفوز الكويت وقتها 8-0، وبعد ملاقاة عمان ستلعب الكويت مع كل من الإمارات وقطر.
وستعتمد الكويت على مهاجم نادي كاظمة يوسف ناصر الذي سجل 52 هدفاً دولياً في 114 مباراة خاضها مع منتخب بلاده، الذي يقوده فنيا الإسباني بيتزي المدرب السابق لمنتخبي السعودية والبحرين.
لم تفز الإمارات من قبل بكاس الخليج سوى مرتين، في 2007 و2013، وسيحظى الأبيض الإماراتي بدفعة معنوية جيدة قبل البطولة، بعد النتائج الطيبة التي يقدمها مؤخرا.
الإمارات تحتل المركز الثالث في مجموعتها في تصفيات المونديال، بعد فوزين متتالين الأول كان على قيرغيزستان، ثم تغلبت في آخر مباراة رسمية قبل البطولة على قطر بخماسية نظيفة، قبل مواجهتهما الافتتاحية في خليجي 26 بالمجموعة الأولى.
وتضم قائمة الإمارات عدداً من النجوم في الأندية المحلية وغيرها، ولكن ربما أبرزهم هو فابيو ليما وكايو كانيدو لاعبا الوصل، وكان الأول قد سجل رباعية في فوز بلاده الخماسي على قطر.
على عكس الإمارات تدخل قطر البطولة وسط تخوفات كبيرة من أداء سيء ونتائج أسوأ، بعد الخسارة بخماسية نظيفة أمام قطر، تراجعت بالعنابي للمركز الرابع في تصفيات كأس العالم، إلا أن آخر فوز لقطر خارج أرضها، كان قبل تسعة أشهر تقريباً عندما فازوا على الكويت بالذات في الكويت ضمن تصفيات المونديال، وهي النتيجة التي يرجو يأمل المنتخب القطري في تكرارها ضمن منافسات المجموعة الأولى في خليجي 26.
وتعتمد قطر على العديد من النجوم، أبرزهم في الخط الهجومي، المعز علي لاعب الدحيل، وأكرم عفيف لاعب السد، مع عدد من اللاعبين الآخرين الذين خاضوا أكثر من 100 مباراة دولية مع قطر، كعبد العزيز حاتم وبوعلام خوخي، وهم من كانوا ضمن الفريق المتوج بكأس آسيا آخر نسختين في 2019 و2023.
إلا أن المشكلة لدى العنابي ستكون في القيادة الفنية، إذ أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم عن رحيل مديره الفني ماركيز لوبيز وتعيين لويس جارسيا مساعده السابق خلفاً له، رغم أن الأول كان قد قاد قطر للفوز بكأس آسيا 2023 دون خسارة، وفي 17 مباراة مع العنابي فاز في 12 وتعادل في اثنتين ولكنه خسر ثلاث مباريات فقط، كانت كلها خلال تصفيات كأس العالم الحالية لتتعقد حسابات الفريق في التأهل للمونديال.
رغم أن منتخب عمان من المنتخبات التي فازت بالبطولة أكثر من مرة، واستطاع حمل كأسها قبل سبع سنوات، إلا أن حظوظه لا تبدو مرتفعة في الذهاب بعيداً في هذه الدورة.
ويحتل المنتخب العماني المركز الرابع في مجموعته في تصفيات التأهل للمونديال، بأربع خسارات وفوزين فقط جاءا على حساب الكويت وفلسطين متذيلي الترتيب، وهو ما دعا المدير الفني الجديد للمنتخب رشيد جابر للتصريح بأن منظومة الكرة في عمان لا تسمح للمنتخب بالتأهل لكأس العالم، حتى ولو منح نظام التأهل الاتحاد الآسيوي 20 مقعداً في المونديال.
وتخوض عمان البطولة بقائمة يغيب عنها الهداف الحالي للمنتخب محسن الغساني، وهو ما قد يعقد الأمور على رفاق الحارس فايز الرشيدي، إلا أنه يد يساهم في رفع الضغوطات عن المنتخب الذي خسر بصعوبة نهائي الدورة السابقة أمام العراق التي كانت تنظم البطولة.
بالرغم من أن المنتخب السعودي هو الفريق العربي الآسيوي الوحيد الذي تأهل لكأس العالم لكرة القدم في أكثر من 30 عاماً، بخلاف استضافة قطر للحدث في 2022، واحتلاله حاليا المركز الرابع في مجموعته في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 بفارق نقطة واحدة عن أستراليا صاني الترتيب، إلا أن المنتخب السعودي لم يفز بكأس الخليج سوى ثلاث مرات، كان آخرها قبل أكثر من عشرين عاماً، وتحديدا في خليجي 16 في يناير 2014.
وتناوبت المنتخبات الستة الأخرى الفائزة بكأس الخليج في الفوز باللقب في الدورات الست الماضية، أما السعودية، فاكتفت بالمركز الثاني وخسارة النهائي أربع مرات في آخر سبع نسخ، وهو ما يضع ضغطاً كبيراً على المدير الفني الجديد الفرنسي هيرفي رينار، الذي سبق له ودرب الأخضر السعودي من قبل.
رينار كان قد قاد السعودية للفوز التاريخي على منتخب الأرجنتين في افتتاح مشوار الفريقين في كأس العالم 2022 في قطر، إلا أنه من بعدها لم تحقق السعودية أي نتائج إيجابية تحت قيادة رينار، الذي رحل لتدريب منتخب سيدات فرنسا في أولمبياد باريس 2024، وبعد عودته لقيادة المنتخب خلفا للإيطالي روبيرتو مانشيني اكتفى بالتعادل مع أستراليا في تصفيات المونديال، قبل الخسارة أمام إندونيسيا.
وتعلق الجماهير السعودية آمالاً كبيرة على رينار من أجل تحسين النتائج في كأس الخليج، وتحديدا الفوز باللقب، خاصة وأنه خسر نهائي خليجي 23 أمام عمان، رغم أن البطولة في حد ذاتها ليست بذات أهمية التأهل لكأس العالم والفوز بكأس آسيا بالنسبة لجماهير السعودية، إلا أن تحسين صورة الأخضر السعودي وتوديع النسخة الماضية من دور المجموعات سيكونان في حسبان رينار.
السعودية تدخل خليجي بكتيبة من النجوم، وربما يضيف لها معنوياً تواجد سالم الدوسري في قائمة المنتخب المبدئية رغم تعرضه لإصابة بليغه وكسور خفيفة في الوجه في مباراة فريقه الهلال في الدوري المحلي أمام الرائد، كما عاد ياسر الشهراني الذي كان عنصراً أساسيا في المنتخب السعودي تحت قيادة رينار في الولاية الأولى.
سيدخل المنتخب العراقي خليجي 26 وهو حامل اللقب، بالفوز الرابع له تاريخياً في البطولة، والذي تحقق على أرضه قبل عامين تقريبا، وسيخوض غمار المجموعة الثانية صحبة السعودية وعمان واليمن.
العراق يحتل حاليا المركز الثاني في مجموعته في تصفيات التأهل لكأس العالم 2026، خلف كوريا الجنوبية، التي تكبد العراق خسارته الوحيدة في التصفيات أمامها، مع ثلاثة انتصارات وتعادلين، وسيحاول العراق تكرار فوزه بالبطولة ليصبح أول من يفوز باللقب مرتين متتاليتين في عشرين عاماً.
وسيعول العراق على ظهور عدد من النجوم، أبرزهم علي جاسم المحترف في صفوف كومو الإيطالي، والذي وافق مديره الفني سيسك فابريجاس على ظهوره مع أسود الرافدين في البطولة، إلا أن قائمة العراق ستشهد بعض الغيابات المثيرة، ومنها أحمد باسل حارس مرمى فريق الشرطة، الذي كان حارساً أساسياً مع العراق في مباراتي تصفيات كأس العالم أمام الأردن وعمان.
كما استبعد المدير الفني للعراق خيسوس كاساس لاعبين كمحمد قاسم أفضل لاعب الموسم الماضي في الدوري العراقي، ومن أفضل اللاعبين العراقيين حالياً، فيما ضم ثلاثة محترفين هم علي جاسم لاعب كومو، وزيدان إقبال لاعب أوتريخت الهولندي، وميرخاس دوسكي لاعب هانوفر الألماني.
بالرغم من الوقوع في مجموعة قوية يفتتحها المنتخب البحريني أمام السعودية، ثم يواجه العراق، قبل اختتام مواجهاته في الدور الأول من خليجي 26 أمام اليمن، إلا أن الطموحات مرتفعة في المعسكر البحريني.
المنتخب البحريني سيصب تركيزه على كل مباراة على حدة من أجل محاولة التأهل للدور الثاني من البطولة، وهو ما فعله في الدورات الثلاث السابقة، إذ بلغ نصف النهائي في خليجي 23، وفاز باللقب في خليجي 24 قبل خمسة أعوام تقريبا، قبل تصدر مجموعته في الدورة الماضية على حساب قطر والكويت والإمارات والخسارة بصعوبة في نصف النهائي أمام عمان.
وستعتمد البحرين في خليجي 26 على خبرة سيد محمد جعفر في حراسة المرمى، وكميل الأسود قائد المنتخب في خط الوسط، وسيقودها فنياً المدير الفني الكرواتي دراغان تالايتش الذي توج مع اتحاد جدة السعودي بدوري أبطال آسيا في 2004، وخاض بعدها مهمات تدريب الكثير من الأندية الخليجية، قبل قيادة البحرين كأول منتخب في مسيرته التدريبية في فبراير 2024.
ورغم تحقيق الفوز على أستراليا على ملعب الأخير في تصفيات كأس العالم، إلا أن البحرين حققت ثلاثة تعادلات وخسارتين في المباريات الخمس الأخرى، لتحصد ست نقاط في ست مباريات، بفارق نقطة عن أستراليا ثانية الترتيب.
لا يسعى المنتخب اليمني لتحقيق أي نتيجة إيجابية من مشاركته في خليجي، أكثر من الاستفادة الفنية من خوضه للمباريات، إذ أن المنتخب اليمني الذي لم يتأهل من قبل مطلقاً لكأس العالم، وفي ظهور وحيد في كأس أمم آسيا خسر مبارياته الثلاث في 2019، لم يحقق أي فوز في تاريخ مشاركته في كأس الخليج.
إذ أن المنتخب اليمني شارك في عشر نسخ سابقة من كأس الخليج، خاض فيها 33 مباراة، تعادل في ست منها، وخسر في 27 مباراة، ولم يحقق أي انتصار، ما يرفع الضغوطات عن المنتخب الوحيد الذي يخوض البطولة دون أن يكون متأهلا للمرحلة الثالثة في تصفيات التأهل لكأس العالم.
منتخب البلد الذي أنهكته الحروب في الأعوام الأخيرة، سيقوده فنيا الجزائري نور الدين ولد علي، مدرب فلسطين السابق ومنتخب الجزائر الأولمبي، والمستمر معهم منذ أبريل 2018، على أمل محاولة تحسين الأداء والنتائج.
اليمن قبل خليجي 26 استطاع الفوز ودياً على سري لانكا بهدفين للا شيء، كما كاد يحقق أول فوز في تاريخه على الكويت، ولكن المباراة انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق بعد تعادل الكويت في الدقيقة 95، وهو ما يمنح اليمن أملاً في محاولة الظهور بشكل مختلف هذه المرة، حتى وإن لم يتحقق التأهل لنصف النهائي.