اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل، في تقرير أصدرته الخميس 5 ديسمبر/ كانون الأول، بارتكاب جريمة "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأعربت المنظمة عن أملها في أن يشكل التقرير "تنبيها" للمجتمع الدولي للقيام بتحرك عاجل.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها لندن، إنها توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد أشهر من تحليل الوقائع وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين. وقالت المنظمة إن الحد القانوني لجريمة الإبادة الجماعية قد تم استيفاؤه، في أول حكم من هذا القبيل خلال صراع مسلح دائر.
في المقابل، رفضت الخارجية الإسرائيلية التقرير ووصفته بأنه "ملفق". وقال متحدث باسم الوزارة في بيان: "أصدرت منظمة العفو الدولية البائسة والمتعصبة مجددا تقريرا ملفقا وخاطئا تماما مبنيا على أكاذيب".
وأضاف البيان الإسرائيلي: "منظمة حماس الإرهابية هي من نفذ مجزرة إبادة جماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بحق مواطنين إسرائيليين. ومنذ ذلك الحين، يتعرض المواطنون الإسرائيليون لهجمات يومية على سبع جبهات مختلفة. إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هذه الهجمات بما يتوافق تماما مع القانون الدولي".
يأتي تقرير العفو الدولية بعد أسبوعين فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أمري اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" بحق الفلسطينيين في غزة، وهي التهم التي ينكرانها.
كما يأتي بعد إصدار كل من الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش تقريرين منفصلين، الخميس 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، اتهما إسرائيل بأن ممارساتها خلال حرب غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية" و ترقى إلى "جريمة حرب".
وذكرت العفو الدولية في تقرير نشرته باللغة العربية على موقعها الإلكتروني، أنها توصلت من خلال بحوثها إلى "أدلة كافية تثبت أن إسرائيل ارتكبت وما زالت ترتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل".
وأوردت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "بتحس إنك مش بني آدم: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة"، أن الأدلة التي جمعتها "تظهر بوضوح ما وصفته بفتح إسرائيل أبواب الجحيم والدمار على الفلسطينيين".
وأضاف التقرير أن هذه الأفعال استمرت بصورة منهجية وبإفلات كامل من العقاب، خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب الهجمات المميتة التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل بتاريخ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفاد تقرير منظمة العفو الدولية بأن الأمينة العامة، أنييس كالامار، أكدت أن "تقرير المنظمة يبرز بوضوح أن إسرائيل ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد واضح ومحدد يتمثل في تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأوضحت كالامار أن "هذه الأفعال تشمل قتل الفلسطينيين في غزة، وإلحاق الأذى البدني أو النفسي بهم، بالإضافة إلى تعمد إخضاعهم لظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم جسديا".
كما أعربت عن أسفها لما وصفته بمعاملة إسرائيل للفلسطينيين وكأنهم "فئة دون البشر، محرومون من الحقوق الإنسانية والكرامة"، مشيرة إلى أن هذه السياسات تظهر "نية واضحة لتدميرهم جسديا".
وختمت بالقول إن "نتائج التقرير الصادمة يجب أن تكون بمثابة إنذار للمجتمع الدولي: ما يحدث هو إبادة جماعية، ويجب وقفها فورا".
ووجهت كالامار تحذيرا من أن "الدول التي تستمر في توريد الأسلحة لإسرائيل في هذه الفترة تنتهك التزاماتها الدولية بمنع الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى أنها قد تصبح "متواطئة في هذه الجريمة".
ودعت كالامار جميع الدول ذات النفوذ على إسرائيل، خاصة الدول الرئيسية الموردة للأسلحة مثل أمريكا وألمانيا، وكذلك الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى التحرك الفوري لوقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
ويشير التقرير الواقع في 300 صفحة إلى إن 15 غارة جوية إسرائيلية نفذت بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و20 أبريل/ نيسان 2024 أسفرت عن مقتل 334 مدنيا، من بينهم 141 طفلا، وأمنستي "لم تجد بشأن هذه الغارات أي دليل على أنها كانت موجهة نحو أهداف عسكرية".
ووعدت العفو الدولية بأن تنشر تقريرا عن الجرائم التي ارتكبتها حماس خلال الهجوم الذي شنته على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، قتل ما لا يقل عن 44,532 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، والتي تقول الأمم المتحدة إن بياناتها جديرة بالثقة.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
برأيكم
هل تعبأ إسرائيل بالتقارير التي تتهمها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة؟
هل تؤثر مثل تلك التقارير على مسار حرب غزة؟
هل تتغير مواقف الدول الداعمة لإسرائيل مع تكرار هذه الاتهامات؟
هل تتراجع الدول التي تصدر أسلحة لإسرائيل عن موقفها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC