تجدد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح الجمعة، من البوارج الحربية الإسرائيلية، بحسب ما أفاد به مراسل "العربية" و"الحدث"، وذلك بعد ليلة شهدت واحدة من أعنف الغارات الإسرائيلية على الضاحية والتي استهدفت مواقع تابعة لحزب الله، وسط غموض حول مصير القيادي هاشم صفي الدين المرشح الأبرز لخلافة حسن نصرالله.
وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل توجه ضربات مؤلمة للغاية ومتتالية لحزب الله، مضيفاً أن هناك المزيد من "المفاجآت" لدى إسرائيل. ووفقاً لبوابة "واي نت"، قال غالانت خلال زيارته للحدود الشمالية لإسرائيل: "إن حزب الله يتعرض لضربات موجعة للغاية الواحدة تلو الأخرى، ولا تزال لدينا المزيد من المفاجآت، بعضها تم تنفيذه بالفعل، والبعض الآخر سيتم تنفيذها".
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه قصف في ضربات الأمس على الضاحية الجنوبية لبيروت مقر مخابرات حزب الله. كما قال إنه قتل محمد رشيد سكافي، قائد منظومة الاتصالات في حزب الله، أمس الخميس. ولاحقاً قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أمس الخميس نفقاً تحت الأرض يمر عبر الحدود اللبنانية السورية أكدن أنه كان يسهل نقل وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة.
من جهته أعلن حزب الله، الجمعة، أن مقاتليه استهدفوا بالمدفعية آليات وجنوداً إسرائيليين في منطقة حدودية في جنوب لبنان. وأكد في بيان أن مقاتليه استهدفوا "قوة لآليات وجنود" إسرائيلين "في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية، وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة". كما قال حزب الله إنه استهدف صفد برشقة صاروخية.
بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 20 صاروخا من لبنان، مؤكداً "اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان والباقي سقط بمناطق مفتوحة". وقال حزب الله إنه أطلق رشقة صاروخية باتجاه شمال حيفا. وأشار مراسل "العربية" و"الحدث" إلى استهداف صاروخي لجنوب حيفا ومدينة قيساريا الساحلية.
من جهته قال الطبيب مؤنسكلاكش مدير مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوب لبنان إن ضربة إسرائيلية وقعت على بعد نحو خمسة أمتار من مدخل المستشفى، مضيفا أن الطاقم الطبي قرر إخلاء المستشفى مؤقتا. وأضاف "لم يصب أحد من الطاقم الطبي، لكننا قررنا الإخلاء مؤقتا لحين استجلاء الوضع الأمني".
أول صورة لوصول وزير خارجية إيران إلى بيروت على متن طائرة إيرانية #قناة_العربية #لبنان pic.twitter.com/zXDgZ4z6dZ
— العربية (@AlArabiya) October 4, 2024
يأتي ذلك فيما وصل وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت على متن طائرة إيرانية، اليوم الجمعة، من دون ورود أية تفاصيل عن تفاصيل الزيارة، إلا أن مصادر "العربية" والحدث" أكدت أنه لا خطط للقاء رسمي مع قائد الجيش اللبناني.
صور تظهر آثار الدمار في ضاحية بيروت الجنوبية جراء ضربات إسرائيلية طالت عدة مواقع مؤخرا#قناة_العربية #لبنان pic.twitter.com/UKRcs1eUCG
— العربية (@AlArabiya) October 4, 2024
هذا وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الخميس إلى فجر الجمعة، في هجوم هو الأعنف منذ اغتيال حسن نصرالله، زعيم حزب الله.
مصادر "العربية" و"الحدث" قالت إن الهجوم استهدف القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين والمرشح لخلافة حسن نصر الله في قيادة الحزب، إلا أن مصادرنا لم تؤكد مقتل صفي الدين في الغارات الإسرائيلية.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد منتصف الليل، استعمل فيها عددا كبيرا من القنابل الفراغية والارتجاجية الخارقة للتحصينات، وبدا صوت التفجيرات أقوى من صوت الغارات التي استهدفت المبنى وقتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي.
وأضافت أن الغارات استهدفت محيط المريجة وأوتوستراد هادي نصر الله ومحيط الحدت، وأسفرت عن انهيار عدد من المباني والمنشآت ومنها ملعب المريجة، والمخفر، والبلدية، وسوبر ماركت بيضون والمباني أمام دواليب السبع وخلفه.
الغارات الإسرائيلية تأتي بعد تحذيرات أصدرها الجيش الإسرائيلي تطالب سكان بعض المناطق في الضاحية بالخروج منها.
ووجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنذارا عاجلا يدعو من خلاله سكان أكثر من 30 بلدة في جنوب لبنان إلى الإخلاء الفوري. ونشر أدرعي على صفحته على موقع "إكس" قائمة تضم 35 بلدة في جنوب لبنان.
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، من الحدود الشمالية إن إسرائيل ستستمر بإلحاق ضربات قاسية بحزب الله، ولن تسمح له بالتموضع في هذه الأماكن في المستقبل.
يأتي هذا وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في وقت تدرس فيه إسرائيل خيارات الرد على هجوم صاروخي باليستي شنته طهران عليها يوم الثلاثاء. وشنت إيران الهجوم ردا على العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
ويثير التصعيد العسكري مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وفي ظل تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران بعد ضربة صاروخية وجّهتها إيران إلى إسرائيل، الثلاثاء.
واندلعت أحدث جولة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود إثر هجوم قادته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.
وردا على الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة على غزة أسفرت وفقا لسلطات الصحة بالقطاع عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني ونزوح كل سكان القطاع تقريبا.
وأسفرت الهجمات التي شنتها إسرائيل في الآونة الأخيرة في لبنان عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وتشريد مليون شخص. وتقول إسرائيل إنها تستهدف مقاتلي جماعة حزب الله المدعومة من إيران.